دلّت دراسة طبية أجراها فريق علمي في جامعتي الملك عبدالعزيز والملك سعود على وصول نسبة تسوس أسنان الأطفال في السعودية إلى حاجز ال 90 في المئة. واستدل بها (الدراسة) مدير مركز الأسنان في مستشفى الملك فهد في جدة الدكتور فوزي الغامدي على كثرة عدد المرضى المراجعين لعيادات الأسنان، «ما أدى إلى تزاحم أسماء المراجعين في قوائم الانتظار في المراكز التخصصية لعلاج الأسنان، إذ تمتد إلى أشهر عدة أحياناً». وأرجع الدكتور الغامدي السبب في ازدياد نسبة التسوس إلى أسباب عدة، من أهمها: أكل السكريات بكثرة، وعدم الاهتمام بالنظام الغذائي، وعدم اهتمام الأسر والمجتمع بنظافة الأسنان بدليل تعدد الأسنان المصابة بالتسوس لدى أكثر من شخص ما يدل على عدم الاهتمام بغسل الأسنان. وأوضح أن نظام المواعيد في وزارة الصحة نظام مواعيد طويلة، بسبب ارتفاع نسبة مرضى الأسنان، وطول المدة الزمنية المستغرقة لعلاج كل حال مرضية، وربو كلفة العلاج في منشآت القطاع الخاص الصحية التي تدفع المرضى إلى مراجعة المستشفيات الحكومية التي تتميز فضلاً عن مجانية علاجها بالكفاءة العالية والخدمة المميزة. وألمح إلى أن دور الأطباء لا ينحصر في بوتقة العلاج فقط، إذ يمتد ليثمر برامج وقائية عدة تستمر على مدار العام، مثل: برنامج عيادة الأسنان المحمولة، والبرنامج الوطني لتأهيل صحة الفم والأسنان، والبرنامج الوقائي لذوي الاحتياجات الخاصة، والتثقيف الصحي في غرف الانتظار والمستشفيات. وكشف عزم إنشاء مركز متخصص لعلاج الأسنان يضاف إلى ال 56 مركزاً التي تزخر بها مدينة جدة حالياً، موضحاً أن وجود المركز سيسهم في الحد من هاجس تكدس المراجعين في قوائم الانتظار الطويلة، التي تجبر الراغب في تركيب «تقويم لأسنانه» على انتظار سنتين حتى يظفر بمراده. من جهة ثانية، قالت طبيبة الأسنان في مستشفى الملك فهد في جدة الدكتورة هيفاء عبدالغفار ل «الحياة»: «إن المريض يحتاج عادة إلى أكثر من طبيب أسنان لمعالجة حاله المرضية، (متخصص تركيبات، وآخر للعصب، وغيرهما)، فضلاً عن كثير من الحالات المرضية التي تعرضت لأخطاء طبية في عدد من العيادات الخاصة تعود أدراجها إلى المستشفيات الحكومية بغية معالجتها. كما أن التكدس يأتي بسبب سمعة المستشفى وتناقل أنباء جودة أطبائه وتكامل تجهيزاته وفق حاجات المريض كافة».