نيويورك، واشنطن - أ ب، أ ف ب، رويترز - تمكنت السلطات في نيويورك من إحباط هجوم إرهابي في ساحة «تايمز سكوير» المكتظة بالسياح ورواد المسارح وسط المدينة، إذ فككت شحنة ناسفة في سيارة رباعية الدفع ركنت في أحد الشوارع المؤدية إلى المسارح، وذلك بعد تحذير بائع متجول رصد السيارة ليل السبت - الأحد بالتوقيت المحلي. وفيما أوحت تصريحات المسؤولين بأن الهجوم لم يحمل طابعاً احترافياً عالياً، ما يعيد إلى الأذهان المحاولة الفاشلة لتفجير طائرة ركاب متجهة الى ديترويت، نفذها النيجيري عمر فاروق عبد المطلب في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، قال موقع اسلامي على الانترنت ان «طالبان - باكستان» اعلنت مسؤوليتها عن المحاولة وقالت انها للانتقام ل «شهداء المسلمين ولزعيمي القاعدة في العراق الشيخين البغدادي والمهاجر». ولم يتسن التأكد من صحة هذا الاعلان. وأشاد الرئيس الأميركي باراك أوباما ب «رد الفعل السريع» من جانب شرطة نيويورك في التعامل مع الموقف. وأشار في بيان أصدره البيت الأبيض الى أن إدارة شرطة نيويورك أدت «عملاً ممتازاً». وقال رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ في مؤتمر صحافي: «ليست لدينا فكرة عمن فعل هذا ولماذا»، مشيراً الى ان العبوة الناسفة صنعت بأسلوب هواة من غاز البروبان والبنزين والعاب نارية وبطاريات ربطت بأسلاك. وأشار مسؤولون أمنيون الى ان انفجار الشحنة الناسفة كان من شأنه ان يسفر عن سقوط قتلى وجرحى وتدمير واجهة مبنى بكامله، فيما اعتبرت وزيرة الداخلية الأميركية جانيت نابوليتانو ان محاولة الاعتداء كانت «عملاً معزولاً»، لا يأتي في اطار هجوم منسق على الولاياتالمتحدة. لكنها عادت وأكدت في أحاديث الى شبكات تلفزيونية أميركية ان السلطات تعتبر الحادث «هجوماً ارهابياً محتملاً». وقالت: «نتعامل مع ذلك بمنتهى الجدية». وأكدت نابوليتانو ان المحققين عثروا على بصمات في السيارة وهي من طراز «نيسان باثفايندر» كانت مركونة في جادة في وسط مانهاتن. وتحدثت عن أدلة جنائية تتعلق بالسيارة ومكونات القنبلة، وأشارت الى فيديو رصد رحلة السيارة الى مانهاتن. وأبدى حاكم نيويورك ديفيد باترسون في بيان ارتياحه لان «أحداً لم يصب لحسن الحظ»، مشيراً الى ان تركيز السلطات ينصب على معرفة المسؤول عن هذا العمل الإرهابي واقتياده الى العدالة. ولم يحدد باترسون هل يشتبه في أن وراء محاولة التفجير الفاشلة متشددين من داخل الولاياتالمتحدة أم من خارجها. وذكر بلومبرغ ان بائع قمصان (تي شيرت) رصد «مركبة خالية مثيرة للريبة» وأبلغ ضابط شرطة يمتطي جواداً لاحظ بدوره دخاناً ينبعث من الجزء الخلفي من السيارة واشتم رائحة بارود. وعلى الأثر اخليت ساحة «تايمز سكوير» والشوارع المحيطة من المارة. وقال مفوض شرطة نيويورك راي كيلي ان خبراء المتفجرات في شرطة نيويورك الذين استخدموا رجلاً آلياً للاقتراب من السيارة وفتح أبوابها، أبطلوا مفعول «عبوة ناسفة بدائية الصنع» داخلها. وأشارت معلومات أولية الى ان اللوحة التي ثبتت على السيارة المفخخة تعود الى شاحنة أرسلها مالكها الى ساحة خردة، فيما تبحث السلطات عن مالك الساحة وعن أدلة تقود الى مالك السيارة، بما في ذلك البصمات التي عثر عليها داخلها.