كشف باحثون بواسطة أجهزة للتنصّت على أصوات حيتان العنبر، أنها تنقل معلومات كثيرة عن أنفسها وخلال لحظات فقط، من خلال رموز صوتية خاصة. وتعيش قرب سواحل جزيرة دومينيكا في البحر الكاريبي إحدى مجموعات حيتان العنبر التي أثارت اهتمام الباحثين لأكثر من عقد. ومثل كثير من أجناس هذا النوع من الحيتان، فهي تعيش حياة اجتماعية معقدة. لكن ما يميز هذه المجموعة هو أنها تعيش ضمن وحدات عائلية صغيرة، ما يتيح للباحثين تحديد أفرادها والتعرف إليها بسرعة. ووفق موقع «بي بي سي»، قدمت قدرة هذه الحيتان على التعرف إلى أفرادها رؤى مسبوقة حول عالمها الخاص. فعلى سبيل المثال، حيتان العنبر تتذكر أصدقاءها وأفراد عائلتها لسنين. وحاول باحثون أخيراً معرفة الطريقة التي تستعملها هذه الحيتان لتتبع بعضها، ففي الأعماق العكرة للمحيطات، يصعب على الحيتان التعرف إلى بعضها عن طريق الرؤية فقط، لذلك أصبح واضحاً أن كل حوت يطلق أصواتاً مميزة. وتشبه هذه الأصوات نوعين من العلامات التي يستعملها البشر للتعرف إلى غيرهم: الأسماء ونبرة الصوت. يطلق كل حوت مقاطع صوتية قصيرة من نوع خاص، ويسمي الباحثون ذلك المقطع الصوتي «كودا» (وهي تعني صوتاً موسيقياً ختامياً). هذه المقاطع الصوتية متميزة إلى درجة أنه يمكن الباحثين التعرف إلى تلك الحيتان من طريق أصواتها فقط. «كان المتّبع تقليدياً التعرف إلى حيتان العنبر من طريق صور زعانفها الذيلية، ولكن عندما تبدأ التخاطب، تصعب معرفة من منها يقوم بهذه الحركة أو تلك (باستعمال أذيالها فقط)»، كما قال شَين غيرو، المشارك في الدراسة التي أعدها فريق من جامعة آرهوس الدنماركية. وأضاف: «إنه نداء واحد لكنه مختلف بما فيه الكفاية بين أفراد عائلة من هذه الحيتان، بحيث أننا نستطيع تحديد كل واحد منها».