أشعل تحول الكثير من السعوديين إلى تناول وجباتهم المعدة من اللحوم الطازجة، وعند تناولها خارج المنازل التنافس بين المطاعم لتقديم وجبات دسمة وخفيفة تعتمد على اللحوم الطازجة، وزاد الطلب عليها بنحو 200 في المئة، على رغم ارتفاع أسعارها بنسبة 25 في المئة على الوجبات التي تقدم بلحوم مجمدة أو مستوردة. وقال المحاسب في أحد مطاعم التي تقدم وجبات بلحوم طازجة علي فيساوي، إنه بعد افتتاح المطعم الذي يعمل به وتم الإعلان عن تقديمه الوجبات باللحوم الطازجة زاد الطلب بنسبة 200 في المئة، وأسهم هذا الارتفاع في نفاد الوجبات المجهزة للبيع بسرعة، إذ إنه بحدود الساعة 11 مساءً لا يبقى شيء من هذه الوجبات. وأضاف ل «الحياة» أن هذا الإقبال دفعنا إلى زيادة الوجبات التي نعدها، خصوصاً خلال نهاية الأسبوع إذ يرتفع الطلب عليها بشكل كبير بسبب المناسبات، مشيراً إلى أنه «على رغم ارتفاع سعر الوجبات بنسبة تصل إلى 25 في المئة عن أسعار قيمة الوجبات التي تقدم بلحوم مجمدة وغير طازجة، إلا أن الطلب يزداد يوماً بعد يوم». وعن السبب في التوجه لإعداد الوجبات من اللحوم الطازجة، قال «الكثير من رواد المطاعم تذمروا من سوء اللحوم التي تقدم في المطاعم، وبخاصة الوجبات السريعة، ومن هنا جاءت القكرة لتلبية طلبات الزبائن، مع تحملهم كلفة فرق الجودة». من جهته، أكد مدير أحد مطاعم الوجبات الطازجة فيصل الفرحان إن «السعوديين باتوا مهووسين كثيراً باللحوم الطازجة التي تذبح محلياً التي تجهز منها الوجبات، فهم يسعون إلى جودة الأطعمة التي تقدم خارج السعودية وبعض المطاعم المحلية المميزة،»، مشيراً إلى تخوف الكثيرين من دخول بعض اللحوم المجمدة من دول قد لا تقوم بالذبح على الطريقة الإسلامية. وتابع قائلاً: «اللحوم الحلال مهمة، وهناك قلق كبير لدى المستهلكين من اللحوم المجمدة التي قد لا تكون مباحة، خصوصاً بعد أن وصلت أسماك أعلن أنها ذبحت بطريقة شرعية، في حين أن الأسماك لا تحتاج إلى ذبح، ما يدل على التلاعب الذي قد يقوم به البعض باسم الدين، لذلك أحجم الكثيرون عن أكل اللحوم، وبخاصة من المطاعم ما لم تكن قادمة من بلدان إسلامية أو مذبوحة محلياً». واعتبر اتجاه الكثير من المطاعم لإنجاز وجباتها بلحوم محلية طازجة عاملاً مهماً اقتصادياً للمنتجات المحلية في السعودية من مزارع الدواجن أو المواشي التي تنعكس عموماً على الاقتصاد المحلي، وكذلك فإنه من الناحية الصحية «كلما تم استهلاك اللحوم في وقت مبكر من تاريخ ذبحها كان أفضل وأكثر فائدة، واللحوم المنتجة محلياً ذات جودة عالية». من جهته، أشار مورد اللحوم محمد قسومي إلى أن الكثير من المطاعم اتجهت إلى تقديم اللحوم الطازجة لروادها، وأصبحت تعلن عن ذلك في أماكن انتظارها لطمأنة الزبائن على جودة اللحوم، كما أن البعض أصبح يحصل على شهادات توثق أن وجباته بلحوم محلية ومن شركات معروفة، وهذا الأمر أسهم في زيادة الوعي لدى المستهلكين عموماً، وأصبحوا أكثر ثقة في المحال. ولفت إلى أن الإقبال على هذه المطاعم أسهم في ارتفاع الطلب عليها، وهو ما قلل من التوجه إلى اللحوم المستوردة، ووضعها عموماً في بعض الإيدامات التي يكثر بها البهار الذي يغير طعم اللحوم بشكل كبير.