انطلقت أمس (الجمعة) فعاليات ندوة «المصادر التاريخية لمكةالمكرمة عبر العصور»، التي ينظمها مركز تاريخ مكةالمكرمة، أحد فروع دارة الملك عبدالعزيز، في قاعة المؤتمرات بفندق ساعة مكة (فيرمونت). وتضمن اليوم الأول ثلاث جلسات تضم 14 بحثاً تتطرق بالدراسة والتحليل إلى عدد من المصادر التاريخية المتنوعة التي حفظت تاريخ البلد الأمين. وكشف المشاركون والمشاركات في الندوة عمّا ورد في تلك المصادر من المعلومات التاريخية الاجتماعية والاقتصادية والعلمية والأدبية والعمرانية والتجارية عن مكةالمكرمة، وما دونته المصادر عن المسجد الحرام ووصفه والطرق والمسالك إلى مكة في عصور ماضية، ثم دراستها بوضعها في إطار ما قدم من جهود توثيقية ماضية ولاحقة لخدمة تاريخ مكةالمكرمة. ومن المصادر التي تطرق لها اليوم العلمي الأول للندوة كتب الرحالة، مثل رحلة الحاج عبدالله بن الصباح الأندلسي في القرن ال19 الهجري ودوّنها في مخطوط «نشّاب الأخبار وتذكرة الأخيار» ورحلة الإسباني دومنغيو باديا «علي باي العباسي» عام 1807، وفي هذا السياق عقد أحد المشاركين مقارنة ومقاربة بين رحلتي الإيطالي فارتيما (1503) والإنكليزي بتس (1685) ، كما تطرق المشاركون إلى الكتب التاريخية القديمة التي ألفها كبار المؤرخين مثل عمر بن فهد والواقدي وتقي الدين المقريزي وياقوت الحموي وغيرهم وما دونته من معلومات عن مكة في النواحي كافة وفي أزمنة مختلفة، إضافة إلى ما دوّنه الجغرافيون في القرن ال14 الهجري عن مكةالمكرمة وعالمها وعمرانها والمسافات فيها وقياسات المسجد الحرام ومكوناته المختلفة، ما يعد مادة تاريخية مهمة تتضمنها الأدبيات الجغرافية. ومن المحاور التي سيتحدث عنها المشاركون في ندوات اليوم المصادر غير الورقية مثل الرسوم الصخرية والنقود والأوقاف وغيرها من المحاور التي تصب في خدمة تاريخ مكةالمكرمة والبحوث والدراسات حولها، إضافة إلى بحوث أخرى. 4 دلالات للرسمات في المخطوطات في تاريخ مكة تتخذ الصور للرسمات المضافة إلى المخطوط أو التي من ضمن متن المخطوط - بحسب الدكتور خالد زهرى - المعنية بمكةالمكرمة دلالات فقهية لدى المؤلف أو الناسخ للمخطوط كما تعبر عن مشاعرهما الدينية تجاه مكةالمكرمة وتربط بين معاني الرسم أو التصوير ومشاعر المؤلف تجاه المادة العلمية بصورة غير مباشرة أو مباشرة، ويرى الباحث أن هناك أربع دلالات لتلك الرسوم ضارباً نماذج لكل دلالة، أولا: المركزية الكونية لمكةالمكرمة، واستدل بمخطوطات الفلك والمواقيت ومنها مخطوط «كناش» لمؤلف مغربي مجهول. ثانيا: بيان الهندسة المعمارية لمكةالمكرمة، ودلل على هذا المغزى بصورة في مخطوط «سفر الجنان». ثالثا: المركزية الروحية لمكةالمكرمة، واستشهد بصورة من مخطوط «سفر البحور». رابعا: تجسيد المعاني الأدبية الرقيقة، ويقصد بها المعاني الأدبية المتضمنة في الأشعار التي نظمت في مدح مكة.