أزالت لجنة التعديات أمس، 10 منازل، تعترض إكمال المرحلتين الثانية والثالثة من مشروع الطريق الدائري في الدمام. وتجاوزت اللجنة بذلك واحدة من أبرز عقبات إنجاز المشروع، الذي وقع عقده قبل نحو خمسة أعوام. وعلى رغم عدم التوصل إلى تسوية مع أصحاب منازل معترضين على التعويض، وانتظارهم حكم المحكمة الإدارية، إلا أن أمراً صادراً من إمارة الشرقية، عجل بإزالة تلك المنازل. وتابع أعضاء اللجنة، المكونة من إمارة الشرقية، والشرطة، وفرع وزارة النقل، والشركة السعودية للكهرباء، والبلدية، عملية إزالة المنازل، التي أخليت من سكانها. وترددت أنباء عن قيام اللجنة بتوزيع إشعارات بالإخلاء، قبل أيام من تنفيذ الأمر، الذي قوبل بعدم موافقة من جانب أصحاب المنازل، وبخاصة أن قضية التعويضات ما زالت ماثلة أمام القضاء. ويتركز اعتراضهم على «تثمين» المنازل، مشيرين إلى أنها «تقل عن قيمتها المفترضة». ولم يصل أصحاب المنازل ووزارة النقل إلى تسوية، ما جعل القضية تصل إلى أروقة المحاكم. واعتبر ملاك منازل الهدم «تعدياً على أملاكنا الخاصة. كما أن القضية ما زالت منظورة في المحكمة الإدارية»، متهمين إدارة الطرق ب «اختلاق أساليب ضغط، لإخلاء المنازل، من دون الحصول على تعويض مجزٍ». وفيما أزالت اللجنة 10 منازل أمس، توجد مثلها إضافة إلى مبنى لإحدى الشركات. وذكرت مصادر أن «لجنة التعديات استندت إلى أمر صادر من إمارة الشرقية، بإزالة المنازل، لما يمثله المشروع من أهمية كبيرة لحركة النقل في حاضرة الدمام، والحركة العمرانية فيها». وبينت أن «من حق المواطنين المعترضين مواصلة طلبهم، حتى بعد إزالة المنازل». وقالت: «إن التقديرات وضعتها اللجان، وصرفت قيمة العقارات إلى من وافق على التعويض، فيما احتفظت إدارة الطرق بأموال من اعترض على التثمين، إلى أن يتقدم لاستلامها». وأدت عقبات إلى تأخير تنفيذ مشروع الطريق الدائري، بدءاً من وجود المنازل، وانتهاءً بمرور أنابيب بترولية خاصة بشركة «أرامكو السعودية». ووقع وزير النقل الدكتور جبارة الصريصري عقد تنفيذ الطريق في العام 2005، بكلفة بلغت 172 مليون ريال. ويبلغ طول الطريق 17 كيلومتراً، ويحوي أنفاقاً وجسوراً وتقاطعات علوية. وكان يفترض أن ينفذ في 36 شهراً. إلا أن العوائق أخرت التنفيذ نحو خمسة أعوام، إذ لم ينجز منه سوى المرحلة الأولى. وأشار الصريصري، قبل عام، إلى أن سبب التأخير في إنجاز «الطريق الدائري»، مروره في «عقبات أنابيب ماء، وأخرى تابعة إلى شركة «أرامكو السعودية»، إضافة إلى وجود أملاك مواطنين». وشهد العام الماضي إزالة منزل كان يقف عائقاً أمام استكمال مشروع الطريق. وذكر مدير إدارة الطرق في المنطقة الشرقية المهندس عثمان أبا حسين، حينها أن الإزالة «تمت بعد موافقة صاحب المنزل على التعويض المالي، وإفراغ الأرض باسم وزارة النقل». إلا أن المنازل المزالة، أمس، تمت من دون التوصل إلى تسوية مع ملاكها. ونفذت إدارة الطرق في الشرقية المرحلة الأولى من المشروع، وبلغت مسافتها خمسة كيلومترات. ويتكون الطريق، الذي يبلغ عرضه 80 متراً، من أربعة مسارات في كل اتجاه، وطرق خدمة على الجانبين، وربطها في الشوارع القائمة، وهي: أبو عبيدة عامر بن الجراح، وعبد الرحمن بن عوف. كما نفذت أربعة جسور في منطقة تقاطع الطريق الدائري مع طريق أبو حدرية السريع، وجسر على تقاطع الطريق مع شارع أبو بكر الصديق. وتنفيذ شبكة متكاملة لتصريف السيول على طول الجزء المنفذ للطريق الرئيس وطرق الخدمة.