عقد وزراء خارجية لجنة متابعة مبادرة السلام العربية اجتماعاً طارئاً أمس بناء على طلب فلسطين واليمن للنظر في إطلاق المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين برعاية أميركية، والاطلاع على التطمينات التي قدمتها إدارة الرئيس باراك أوباما إلى السلطة الفلسطينية، وما جاء في الورقة التي بعثت بها الى الرئيس محمود عباس. وقالت مصادر عربية مطلعة ل «الحياة» إن رئيس وفد فلسطين إلى الاجتماع، كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات عرض على الوزراء الورقة الفلسطينية خلال كلمة شفهية ألقاها بداية الاجتماع. وأشارت إلى أن الورقة الفلسطينية تضمنت موقف السلطة الفلسطينية مما نقله المبعوث الأميركي جورج ميتشل عن تعهد أوباما وقف الاستيطان في القدسالشرقية «في شكل غير رسمي تفادياً للمتطرفين (الإسرائيليين)»، فضلاً عن تدخل أميركي لتشجيع استئناف المفاوضات «التي ستبدأ اعتباراً من الأسبوع المقبل برعاية أميركية». واستبق اجتماع الوزراء العرب جولة ميتشل في المنطقة اليوم ولقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الرئيس حسني مبارك غداً، وذلك من أجل اتخاذ موقف عربي جماعي من المفاوضات ومداها الزمني وهدفها النهائي والملفات التي ستتناولها. ورأس اجتماع اللجنة أمس رئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وشارك فيه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل الذي وصل الى القاهرة أمس قادماً من شرم الشيخ حيث التقى مبارك ونقل له رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. كما حضر الاجتماع وزراء الخارجية المصري أحمد أبو الغيط والعماني يوسف بن علوي واللبناني على الشامي والأردني ناصر جودة والمغربي الفاسي الفهري والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، فيما مثّل سورية سفيرها في مصر ومندوبها في الجامعة السفير يوسف أحمد، كما مثّل اليمن مندوبها في الجامعة عبدالملك منصور، والبحرين مندوبها في الجامعة، والجزائر سفيرها في القاهرة عبدالقادر حجار، والسودان سفيرها في القاهرة ومندوبها في الجامعة عبدالرحمن سر الختم. وقالت مصادر عربية ل «الحياة» إن حديث الوفد الفلسطيني في الاجتماع دفع في اتجاه الأخذ بمبدأ «المفاوضات غير المباشرة» وإعطاء فرصة للجهود الأميركية في هذا الصدد، مشيرة إلى أن الوفد الفلسطيني لم يتحدث عن ضمانات أميركية، لكن «تفاهم مع الادارة الأميركية على وقف الاستيطان في القدسالشرقية». وناقش الوزراء باستفاضة فرص استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط والمقترحات الأميركية في هذا الصدد لاتخاذ قرار عربي مناسب في شأنها. وقال مصدر مصري مسؤول ل «الحياة» إن الاتجاه الغالب هو موافقة اللجنة على بدء المفاوضات المباشرة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، «على أن تنطلق الاسبوع المقبل». وأفاد نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي: «في ضوء العرض الذي قدمه الوفد الفلسطيني، وفي ضوء المناقشات، سيكون هناك موقف عربي موحد تجاه استئناف المفاوضات مع إسرائيل». وأشار إلى أن الجانب العربي أعطى فرصة أربعة أشهر للولايات المتحدة حتى تقدم شيئاً ملموساً وعملياً للفلسطينيين. وأكد وزير الخارجية اللبناني موقف بلاده الثابت تجاه القضية الفلسطينية وتطبيق مبادرة السلام العربية بكل نقاطها. وشجب تصاعد عمليات الاستيطان وتهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية ومحاولة وضعها على لائحة التراث الاسرائيلي. وطالب مجلس الأمن بالسعي إلى ردع إسرائيل من خلال ضغوط جدية عليها لتطبيق القرارات الدولية، خصوصاً القرار 1701 المتعلق بلبنان. وأكد مدير مكتب الأمين العام للجامعة أن الهدف من اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية هو الاستماع الى الرؤية والتقويم الفلسطيني للجهود الأميركية لإحياء عملية السلام، والخطوات المطلوب اتخاذها مستقبلاً على أساس وجهة النظر الفلسطينية. وقال إنه في ضوء التقويم الفلسطيني للطرح الأميركي، سيتم التوصل الى القرار والموقف العربي في ما يتعلق بالمفاوضات. وعن فرص إحياء عملية السلام، أكد يوسف: «نرى أن إسرائيل غير معنية بتحقيق السلام، والشواهد تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تتخذ خطوة بعد أخرى لتدمير أي جهد يقوم به أي طرف دولي أو إقليمي لتحقيق اختراق أو تقدم على مسار السلام، وبالتالي لا يمكن التفاؤل في ضوء الممارسات الإسرائيلية». وأشار في رده على سؤال إلى وجود بدائل متعددة وأفكار كثيرة للتعامل مع إسرائيل إذا ما استمرت في توجهاتها السلبية تجاه حقوق الشعب الفلسطيني والحقوق العربية. وكانت اللجنة الوزارية العربية المعنية بمتابعة مبادرة السلام أعلنت في 3 آذار (مارس) الماضي موافقتها على إجراء مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل لمدة أربعة أشهر من أجل إعطاء فرصة للجهود الأميركية لإحياء عملية السلام، لكن سورية تحفظت عليه. وقالت اللجنة إنه في حال فشل المحادثات غير المباشرة واستمرار الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة، ستقوم الدول العربية بالدعوة إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن لإعادة عرض النزاع العربي - الإسرائيلي بأبعاده المختلفة.