كشفت صحيفة "واشنطن بوست" ان العام الماضي شهد تحطم عدد قياسي من الطائرات المسيرة التابعة لسلاح الجو الأميركي، مشيرة إلى أن حوالى 20 طائرة من طراز "ريبر" سقطت. وأكدت الصحيفة في تقريرها ان هذا العدد يعني ارتفاعاً ملحوظاً عند مقارنته مع السنوات الماضية، في الوقت الذي يحاول فيه الكونغرس إبقاء على الأسباب سرية. وكشف التقرير ان الطائرات التي يبلغ وزنها حوالى طنين ونصف الطن، وتبلغ قيمة كل واحدة منها حوالى 14 مليون دولار، سقطت جميعها بعدما "فقدت التيار الكهربائي". واضطر سلاح الجو لتخفيض عدد هذه الطائرات في ميادين القتال بنسبة ثمانية في المئة بسبب نقص الطيارين الذين يتحكمون في هذه الطائرات من بعد. وذكر التقرير ان قادة سلاح الجو تحدثوا علنا عن نقص في الكادر البشري والموارد. ومن بين 20 طائرة تحطمت العام الماضي، سقطت ستة منها في أفغانستان، وثلاثة في العراق، وأسقطت قوات النظام السوري طائرة في آذار (مارس) 2015 في عملية بالقرب من اللاذقية، وارتطمت أربع طائرات بالقرب من قاعدة عسكرية في جيبوتي، وسقطت طائرة واحدة في كل من ليبيا وسورية والكويت وتركيا، ولم يحدد المسؤولين في سلاح الجو مكان وأسباب سقوط الطائرتين المتبقيتين. وفي العام الماضي، أعلن سلاح الجو الأميركي عن أربع حوادث فقط للطائرات من طراز " بريداتور"، ثلاثة منها في أفغانستان وحادث واحد في العراق. وتحيط السرية باستخدامات الطائرات المسيرة، ونادراً ما تتحدث إدارة الرئيس باراك أوباما عن الدور الذي تقوم به هذه الطائرات في مكافحة الإرهاب. وتملك "وكالة الاستخبارات المركزية" (سي اي ايه) اسطولاً كبيراً من الطائرات المسيرة، لكن عملياتها محاطة بسرية كبيرة. وأقر نائب رئيس أركان استخبارات سلاح الجو الجنرال روبرت أوتو في مقابلة ان هناك ارتفاع كبير في حوادث الطائرات المسيرة، مؤكدا انهم يبحثون عن كثب الأسباب الاساسية لهذه الحوادث. وتظهر سجلات سلاح الجو الأميركي بحسب التقرير انه امتلك حوالى 269 طائرة مسيرة ، تم تدمير نصفها أو أصيبت بحوادث بالغة. وأفادت التقرير بأن سلاح الجو الأميركي يملك حوالى 140 طائرة مسيرة من طراز "بريديتر" حالياً يخطط لتقاعدها بالكامل بحلول العام 2018 والاعتماد على طائرات من طراز "ريبر" بدلا منها. ويعزو المحققون والمهندسون في بادئ الأمر سقوط الطائرات إلى مشكلة في توليد الكهرباء، لكن السبب الحقيقي لا يزال "غامضا". لكن الطائرات من طراز "ريبر" لديها بطاريات إضافية تستخدمها في حالات الطوائ، وتكفي هذه الطاقة الاحتياطية في وقت سابق لمدة ساعة واحدة فقط، وإذا كانت رحلتها تستغرق أكثر من ذلك فيكون الحل تحطمها عمدا في منطقة نائية.