لا يزال الملف الرئاسي وتداعيات لقاء معراب، محور اللقاءات والمواقف السياسية اللبنانية. والتقى رئيس المجلس النيابي نبيه بري في مقره تيمور وليد جنبلاط والوزير وائل أبو فاعور وجرى عرض التطورات. وكان رئيس الحكومة تمام سلام شدد خلال إطلاق مشروع دعم تطوير المناطق الصناعية في لبنان، على أن «المرتجى الأبرز عندنا جميعاً هو العمل جدياً من جميع القوى السياسية لانتخاب رئيس للجمهورية حتى تكتمل المسؤولية الوطنية ونعطي كل سلطة في البلد حقها وأن نمارس الديموقراطية». وأكد «أننا نريد أن ننتخب رئيساً للجمهورية بصناعة وطنية». والتقى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وزير السياحة ميشال فرعون، الذي رحب بالتواصل بين «القوات» و«التيار الوطني الحر» الذي «يصب في المصلحة الوطنية وليس فقط في المصلحة المسيحية، لاسيما أنه يأتي بعد أثمان وأكلاف تكبدها الفريقان خلال فترة خلافهما سابقاً»، داعياً الى «ضرورة استمرار هذا التواصل وتوسيعه ليشمل كل أطياف الوطن في ظل ما تعيشه المنطقة من هواجس لدى المسيحيين، والذي يساعد على تأمين الشرعية السياسية المسيحية». وشدد على أن «الرئاسة محطة لحقبة سياسية جديدة تحتاج الى تغطية كاملة داخلية وخارجية»، منوهاً «بالخطوة الرئاسية التي قام بها جعجع، لاسيما ان كل خطواته تصب دائماً في مصلحة البلد». واعتبر «أن الرئاسة تحل سواء في المجلس النيابي عبر العملية الانتخابية ونزول الجميع للاختيار بين أكثر من مرشح، أم عبر حصول توافق على مرشح واحد خارج المجلس النيابي، وهذا الأمر يتطلب تغطية أوسع بما فيها موافقة الرئيس سعد الحريري لما يمثله كفريق، فضلاً عن نيل هذا المرشح التوافقي الرضا العربي»، آملاً ب «أن تنجح كل المساعي لتمرير الاستحقاق الرئاسي في أقرب وقت ممكن». وقال: «ما يجمع الحريري وجعجع أكثر مما يفرقهما، وكلاهما يقومان بخطوات جدية في سبيل مصلحة البلد». وعن إمكان انتخاب رئيس في جلسة 8 شباط (فبراير)، شكك فرعون في هذا الاحتمال «ولكن هناك دينامية يجب أن تستكمل للتوصل الى انتخاب رئيس جديد». ورأى عضو كتلة «المستقبل» النائب عمار حوري أن «النقاش أو السجال الذي جرى بين بري وجعجع هو نقاش صحي، لأن هذا الأمر يؤكد أن النقاش حول موضوع رئاسة الجمهورية يدور بطريقة أو أخرى». وأشار إلى أن «المطلوب أن تؤدي هذه النقاشات إلى انتخاب رئيس تحت سقف الدستور والنظام الديموقراطي»، لافتاً إلى أن «الشغور يجب ألا يطول»، مشدداً على «ضرورة ان نذهب جميعاً الى جلسة 8 شباط لننتخب رئيساً طالما بات لدينا اكثر من مرشح». واعتبر نائب رئيس «تيار المستقبل» انطوان اندراوس «ان مفتاح الأزمة اللبنانية لا يزال بيد إيران و«حزب الله». وقال: «لا يوجد اي بصيص نور لانتخاب رئيس. وتجلى ذلك لدى «حزب الله»، لا يريدون لا عون ولا رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية». واعتبر ان المصالحة بين عون وجعجع «مصالحة مصالح شخصية او سياسية او حزبية وهي ليست لمصلحة لبنان». وقال: «جعجع لم يُغيّر مبادئه، هو الآن يقوم بعمليات تجميل تجاه المملكة العربية السعودية، وإنما مشكلتنا مع عون لأنه لم يُغيّر وعلى رغم ذلك «حزب الله» لا ينتخبه». لجنة إعداد قانون الانتخاب الى ذلك عقدت اللجنة المكلفة اعداد قانون انتخاب اجتماعاً في المجلس النيابي. وكان يفترض ان يكون هذا الاجتماع الاخير لإعداد مشروع قانون الانتخاب بعد انتهاء مهلة الشهرين من فترة تكليفها. لكن بسبب غياب احد الاعضاء لدواع صحية ارجئ الاجتماع الى الثلثاء المقبل على ان ترفع تقريرها الى الرئيس بري حول مجريات النقاش، ونقاط الاختلاف والتوافق حول قانون يجمع بين النظامين الأكثري والنسبي. الأول مقدم من بري وينص على المناصفة بين هذين النظامين، اي انتخاب 64 نائباً على اساس الاكثري، مقابل 64 آخرين استناداً الى النسبي. اما المشروع الثاني فقد تقدم به تيار «المستقبل» و»الحزب التقدمي الاشتراكي» و»القوات اللبنانية» وينص على انتخاب 68 نائباً على اساس الاكثري و60 نائباً وفق النظام النسبي.