رفض مجلس النواب الليبي، المعترف به دولياً المنعقد في طبرق أمس، التشكيلة المقترحة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج. وصوّت ضد الحكومة 89 نائباً من أصل 114 حضروا الجلسة، في حين رفع رئيس البرلمان عقيلة صالح الجلسة على أن تُستأنف اليوم. وصرح فتحي المريمي المستشار الإعلامي لرئيس برلمان طبرق عقيلة صالح ل «الحياة» أن «البرلمان رفض التشكيلة التي قدمها السراج من 32 وزيراً على أن يُعاد تشكيل حكومة مصغرة في غضون 10 أيام من الآن» تراعي التوزيع المناطقي أكثر. وأضاف المريمي أن البرلمان في جلسته أمس، التي حضرها 114 نائباً (النصاب 94)، قرر إلغاء المادة الثامنة من مسودة اتفاق الصخيرات، الخاصة بالمناصب العليا في الجيش وقوى الأمن وغيرها من المناصب السيادية مثل محافظ البنك المركزي وجهاز الرقابة الإدارية وديوان المحاسبة، التي منحت حكومة الوفاق صلاحية تعيينهم، مطالباً بأن تصبح ضمن مهمات مجلس النواب وصلاحيته. وأفادت مصادر برلمانية «الحياة» بأن رفض البرلمان المادة 8 يعود إلى اعتبار المناصب القيادية والسيادية الأمنية والسياسية والعسكرية بموجبها شاغرة بعد تشكيل الحكومة. واعترض على هذه المادة أنصار قائد الجيش اللواء خليفة حفتر، على اعتبار انها تزيحه من منصبه لدى تشكيل الحكومة من دون أي ضمانات بإعادته إلى منصبه. من ناحية أخرى، نفى مصدر في قاعدة جمال عبد الناصر الجوية (العدم سابقاً) ما تردد عن نزول قوات أجنبية في القاعدة، موضحاً أن القاعدة تضم مطاراً مدنياً وعسكرياً وهي مفتوحة أمام الجميع. في غضون ذلك، بدأ رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج أمس، زيارة عمل إلى الجزائر على رأس وفد رفيع، وفق بيان أصدرته رئاسة الحكومة الجزائرية، بالتزامن مع أنباء عن استعداد دولي للتدخل عسكرياً في ليبيا، ومع أزمة ديبلوماسية بين الجزائر والرباط بسبب قضية المسافرين المغاربة باتجاه ليبيا. وأوضح بيان رئاسة الحكومة أن هذه الزيارة التي تندرج في إطار «مواصلة جهود الجزائر لاستكمال الحل السياسي التوافقي بين الليبيين الكفيل وحده بالحفاظ على سيادة هذا البلد الشقيق والجار وسلامة أراضيه ووحدة شعبه». كما أشار البيان إلى أن هذه الزيارة تندرج «في إطار المسار السياسي الذي تشرف عليه منظمة الأممالمتحدة ويحظى بدعم دولي وإقليمي، ستكون فرصة لتقييم الوضع السائد في ليبيا والمنطقة على ضوء آخر التطورات ودراسة آفاق تعزيز وتمتين العلاقات الثنائية في شتى الميادين». وأضاف البيان أن الجزائر ستؤكد بهذه المناسبة «دعمها» لليبيا التي تواجه «تحديات عدة لاسيما تلك المتعلقة بإنشاء مؤسسات جديدة ومكافحة الإرهاب واستتباب السلم والأمن».