اعتبر معلقون إسرائيليون في الشؤون الحزبية أن الفوز الكبير الذي حققه زعيم «ليكود»، رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو في الانتخابات الداخلية في الحزب، بإرجاء انتخاب مؤسسات الحزب 20 شهراً على الأقل، يتيح له إحكام قبضته على الحزب وهدوءاً لسنتين على الأقل، لكنهم استبعدوا أن يستغل نتانياهو هذا الفوز للتقدم في شكل جدي في المفاوضات مع الفلسطينيين حيال مواقفه اليمينية واعتماده ائتلافاً حكومياً يمينياً أكثر تشدداً يضم حزبي «شاس» و«إسرائيل بيتنا»، فضلاً عن وجود عدد كبير من صقور «ليكود» المعارضين تقديم ما يعتبرونه تنازلات للفلسطينيين، في مراكز نفوذ. لكن أحد المعلقين لفت إلى حقيقة أن الفوز الكبير لنتانياهو سيسحب البساط من تحت ادعائه أنه ليس قادراً على التحرك السياسي في وجود معارضة قوية داخل حزبه. وصوّت إلى جانب اقتراح نتانياهو إرجاء انتخابات مؤسسات الحزب أكثر من 77 في المئة من أعضاء مركز «ليكود»، وهي نسبة فاقت توقعات نتانياهو نفسه الذي شكك في إمكان حصوله على ثلثي الأعضاء لإسقاط اقتراح معسكر «المترددين» في الحزب. ويتيح إرجاء الانتخابات لنتانياهو ومعسكره ضم آلاف الأعضاء الجدد إلى «ليكود»، ما من شأنه أن يضعف معسكر المعارضين الذي يقوده المتطرف موشيه فيغلين وأربعة من نواب «ليكود» في الكنيست. واعتبر نتانياهو في بيان أصدره نتائج الانتخابات «إنجازاً مهماً يثبت مجدداً أن ليكود هو حركة تتمتع بالمسؤولية والاتزان وتستحق أن تقود الدولة ... وهي أيضاً تجديد للثقة بطريق الحركة الحقيقي». واعتبرت أوساط قريبة منه النتائج نجاحاً كبيراً له «في القضاء على معارضيه داخل الحزب، في مقدمهم نائبه سلفان شالوم والنواب في الكنيست داني دانون وميري ريغف ويريف ليفين». وكتب محلل الشؤون الحزبية في «هآرتس» يوسي فرطر في «هآرتس» أن نتانياهو أثبت مجدداً أنه يسيطر على حزبه بقبضة حديد، و«مرة تلو الأخرى يلوي ذراع معارضيه ويفرض عليهم إرادته، حتى إن شاب الطريق إلى تحقيق هذا الهدف اي صعوبة، بث الانطباع بأن نتانياهو واقع تحت ضغط كبير ومصاب بالفزع ويبث أجواء هلع ويتصبب عرقاً، لكنه في نهاية المطاف يحقق مراده، وهو ضمان هدوء حتى نهاية عام 2011 على الأقل، معفياً نفسه من وزر المحترفين الحزبيين والطفيليين من أعضاء المركز». وتابع ان للفوز الذي حققه نتانياهو انعكاسات على الصعيدين الداخلي والخارجي، «داخل حزبه تحسنَ وضع وزراء ليكود الذين وقفوا إلى جانبه، فيما ساء وضع أربعة وزراء وقفوا متفرجين، ولن ينسى نتانياهو أنهم أداروا ظهرهم له». وتابع: «أما على الحلبة الخارجية الدولية، فإن نتائج الانتخابات قد لا تكون في مصلحته، إذ أن العالم يتوقع من صاحب البيت بلا منازع، داخل حزبه وفي واقع الحال داخل حكومته أيضاً، القيام بخطوات سياسية أكثر جرأة ... ولن يقبل الأميركيون بعد بسماع ذرائع على غرار: أريد أن أتحرك، لكن عليكم أن تتفهموا وضعي الداخلي في ليكود». وكتب موطي توخفيلد في «إسرائيل اليوم» أن نتائج الانتخابات تتيح لنتانياهو تحقيق مشروعه لشق حزب «كديما» المعارض من خلال تمكين آلاف من أعضائه الانتماء الى «ليكود» والتمهيد لانضمام سبعة نواب على الأقل من «كديما» الى حزبه. وأضاف ان نتانياهو لن يستكين قبل أن يشق صفوف «كديما» الذي قام أساساً على أنقاض «ليكود» عام 2005.