أعلن الناطق باسم وزارة الصحة في سيراليون ثبوت أول إصابة بفايروس «إيبولا» في 15 كانون الثاني (يناير) الجاري، بعد إعلان «منظمة الصحة العالمية» بيوم واحد، انتهاء الوباء في ليبيريا وتوقف انتقال المرض غرب أفريقيا التي شهدت أسوء وباء منذ الكشف عن هذا الفايروس. وأفادت صحيفة «نيتشر» البريطانية، أن وباء «إيبولا» الذي أودى بحياة أكثر من 11 ألف شخصاً منذ العام 2013، ما زال موجوداً على رغم إعلان «الصحة العالمية» القضاء عليه. وأوضحت الصحيفة أن «إيبولا» عاد مرة أخرى للظهور وبات يشكل تهديداً جديداً للبشر، بعدما احتفلت دول أفريقيا الغربية بخبر القضاء عليه أخيراً، وأشار متخصصون إلى أن «حالات عودة المرض ربما تمثل 10 في المئة من المرضى الذين تماثلوا للشفاء». وقال عالم الأوبئة المكانية في جامعة «أكسفورد» ديفيد بيغوت: «أصبح الفايروس يهدد حياة البشر مرة أخرى، بعد بقائه متخفياً في أجسام الحيوانات»، وأضاف أن «الكشف المبكر والسريع عن طبيعة الحيوانات والأجسام الحاضنة للفايروس، يساعد في القضاء عليه والحد من إنتشاره مستقبلاً». وأشار العالم البريطاني إلى أن «الشيمبانزي والغوريلا إحدى الحيوانات التي تعرضت للإصابة بالمرض، ما جعلها أحد أهم الأجسام الحاضنة للوباء والمتسببة في انتشاره من طريق الخطأ». وذكر عالم البيئة والأمراض في منظمة «إيكو هيلث» الأميركية، بيتر دازيك، أن خفافيش الفاكهة المنحدرة من أسرة «Pteropodidae»، هي المضيف الطبيعي لحمى«إيبولا». ولفت العلماء إلى أن «إيبولا»، يملك قدرة كبيرة على التخفي في أجساد الناجين منه، إذ أن تماثل المصابين للشفاء لا يعني القضاء عليه تماماً. ويستمر عجز الأطباء عن إيجاد تفسير لعودة ظهوره، على رغم جهودهم المبذولة في مكافحة الوباء. وظهرت أولى فاشيات حمى «إيبولا» في العام 1976، في إحدى المقاطعات الغربية في السودان وفي منطقة مجاورة لجمهورية الكونغو الديموقراطية، بعدما انتشرت أوبئة عدة في نزارا الواقعة جنوب السودان. وسجل الظهور الأول للمرض في كانون الأول (ديسمبر) 2013، في غينياوليبيريا وسيراليون، وتركزت 99 في المئة من الحالات في هذه الدول الثلاث، لتنتقل بعدها إلى نيجيريا ومالي وزائير. وتنوي منظمة «إيكو هيلث» الأميركية، إجراء دراسات تمكنها من معرفة أنواع الخفافيش المصابة بوباء «إيبولا» خصوصاً خفافيش الفاكهة، من أجل المساعدة في القضاء عليه.