تيمبو (بوتان) – أ ف ب – اتفق رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ ونظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني خلال لقائهما الرسمي الأول منذ تسعة شهور، على هامش قمة رابطة دول جنوب آسيا (سارك) في تيمبو عاصمة بوتان، على ضرورة تطبيع العلاقات بين البلدين، في مؤشر الى دفء غير متوقع في العلاقات بين البلدين النوويين اللذين ساد توتر شديد بينهما منذ هجمات بومباي نهاية العام 2008. ووصفت وكيلة وزارة الخارجية الهندية نيروباما راو محادثات الزعيمين الهندي والباكستاني بأنها «جيدة جداً»، مضيفة أن «الهدف من المحادثات هو استئناف الحوار وصولاً الى تفاهم متبادل مستند الى النظر الى المستقبل ونسيان الماضي». وأوضحت أن رئيسي الوزراء طلبا من وزيري خارجية البلدين وكبار معاونيهما أن يجتمعوا «في أقرب وقت لدرس سبل استعادة الثقة والمضي قدماً في إجراء حوار هادف حول كل المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وبينها استئناف مفاوضات السلام» التي جمدتها نيودلهي بعد هجمات بومباي، في ظل اتهامها جماعة «عسكر طيبة» الباكستانية بالوقوف وراء الهجمات. وأكد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي انه سيلتقي نظيره الهندي قريباً، مشيداً بتحسن الأجواء. وقال: «لا أعتقد بأن أياً من الجانبين كان يتوقع هذا التحول الإيجابي في الحوار». وأضاف: «إنها خطوة في الاتجاه الصحيح وبروح طيبة». وصرح روبرت بليك مساعد وزيرة الخارجية الأميركية في تيمفو بأن بلاده ترحب دائماً بالحوار، «لذا نشيد بمبادرة رئيسي الوزراء، ونأمل بأن تحقق نتيجة إيجابية». وتمثل إعادة الاستقرار بين الجارين النوويين اللذين نشبت بينهما ثلاثة حروب منذ استقلالهما عن بريطانيا عام 1947، أهمية كبيرة لإنجاح الجهود الأميركية في الحرب على «طالبان» في أفغانستان. وتريد إسلام آباد استئناف مفاوضات السلام، لكن نيودلهي تقول إن «هذا لن يحدث إلا إذا عوقب المخططون للهجمات»، علماً أنها كررت في بوتان قلقها من تمركز جماعات مسلحة في باكستان. وكان الاجتماع عقد في ظل كشف نيودلهي تورط السكرتيرة الثانية في السفارة الهندية في إسلام آباد بفضيحة تجسس لحساب باكستان، ما خفف التوقعات حول نتائجه، خصوصاً أن لقاء سينغ وجيلاني خلال قمة الأمن النووي التي عقدت في واشنطن مطلع الشهر الجاري لم يتجاوز إطار المجاملة، فيما لم يسفر لقاء عقده وكيلا وزارتي خارجية البلدين في نيودلهي في شباط (فبراير) عن أي تقدم.