طهران، برازيليا، ستراسبورغ، واشنطن – «الحياة»، أ ب، رويترز، أ ف ب – اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طهران «شريكاً صعباً»، لافتاً الى احتمال ان يكون تشديد العقوبات عليها بسبب برنامجها النووي، أمراً «لا مفر منه»، فيما استبعد الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا استضافة بلاده تبادل الوقود النووي بين إيران والغرب، حلاً للأزمة الناتجة من رفض طهران وقف تخصيب اليورانيوم. في الوقت ذاته اكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس، أن بلاده «في ذروة الثقة بالنفس»، معتبراً أن لطهران الآن «الكلمة الأولى في العالم، على رغم أنف الأعداء». وقال: «رغم كل الضغوط والممارسات المتغطرسة المعادية، يمضي الشعب الإيراني قدماً في طريق التطور. وصورة إيران تتغير وتتطور وتتحسن يوماً بعد يوم». واضاف نجاد: «رغم انف الأعداء، تملك إيران الآن الكلمة الأولى في العالم، وهذا ما يقرّ به جميع السياسيين، وكل الضجيج المثار ضدها يستهدف منع تطور الشعب الإيراني واقتداره. لذلك يبث الأعداء مزاعم في إعلامهم تفيد بأن إيران أصبحت ضعيفة وعاجزة وأنها تمضي في مسار عدم الاستقرار». وقال ان «الشعب الإيراني يتعامل بالمنطق والحوار، ولن يكون داعية للحرب والعدوان أبداً». ورأى نجاد أن «إيران الآن في ذروة الثقة بالنفس»، لافتاً الى ان «الأجيال المقبلة ستدرك أنه في فترة من الزمن، مرّ الشعب الإيراني في أصعب مراحل تاريخه وتحمل أقسى العقوبات والضغوط العالمية، لكن إيران أصبحت (قوة) نووية وفضائية وتقدّم كل يوم مزيداً من الإنجازات في مجال التطور». من جهة أخرى، قال الرئيس البرازيلي ان بلاده «لا تفكر في فرضية إيداعها اليورانيوم (منخفض التخصيب) لحساب إيران. ثمة أماكن أكثر قرباً لإيران». وكان وزير الخارجية البرازيلي سيلسو أموريم أعرب عن استعداد بلاده لاستضافة تبادل الوقود النووي، إذا طُلب منها ذلك. واشار لولا الى انه سيزور طهران منتصف أيار (مايو) المقبل، مضيفاً: «آمل بأن نتمكن من إقناع أصدقائنا الإيرانيين بالامتناع عن القيام بخطوة متسرّعة في اتجاه تطوير أسلحة نووية». وزاد أنه سيواصل العمل من أجل إقناع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بأن تشديد العقوبات على طهران «لن يحل شيئاً على الإطلاق». في ستراسبورغ، اعتبر وزير الخارجية الروسي اللجوء الى القوة ضد إيران أمراً «غير مقبول على الإطلاق». وقال في خطاب ألقاه أمام «مجلس أوروبا»: «تتصورون لا شك العواقب الكارثية التي قد يسببها ذلك على المنطقة وأوروبا، والعواقب السلبية التي قد يحدثها ذلك على أوروبا الوسطى». ووصف لافروف طهران بأنها «شريك صعب»، معرباً عن «خيبة أمل» لأنها «لم ترد في شكل بناء على الاقتراحات المتكررة» للدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) لتسوية ملفها النووي. وأكد أن روسيا لن تتساهل حيال «أي انحراف عن نظام حظر الانتشار النووي»، لافتاً إلى أنه «قد لا يكون هناك بد من العقوبات»، مكرراً دعوته الى «عدم استخدامها لخنق إيران، ما قد يؤدي الى كارثة إنسانية». وذكّر بأن «ثمة أمثلة قليلة تثبت أن العقوبات أعطت نتائج إيجابية فعلاً». في واشنطن، دخل السباق بين الإدارة الأميركية والكونغرس لتشديد العقوبات على إيران مرحلة جديدة أمس، مع اقتراب مجلسي الشيوخ والنواب من التوفيق بين مشروعيهما في هذا المجال ودمجهما، ما من شأنه تكثيف الضغوط على البيت الأبيض لإغلاق النافذة الديبلوماسية والإسراع في المصادقة على إجراءات تطاول الشركات الأجنبية التي تجري تعاملات مع طهران.