حذر العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني من أن بديل السلام هو المزيد من الصراع والحروب والمعاناة، وقال في خطاب وجهه امس الى ملتقى السفراء الاردنيين الخامس ان «الوضع الراهن غير مقبول، وإذا لم ننجح في تحقيق التقدم المطلوب في المفاوضات، فإنني أخشى أن التوتر القائم سينفجر، وسيدفع الجميع ثمن ذلك». وذكّر الملك عبدالله الثاني بمواقفه السابقة، قائلاً: «على إسرائيل أن تختار بين أن تعيش قلعة معزولة في المنطقة، أو أن تَصل إلى سلام مع كل الدول العربية والإسلامية على أساس مبادرة السلام العربية، ومن خلال الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل، في إطار سلام شامل يضمن الأمن الحقيقي والقبول لإسرائيل». وأكد أن «الوصول إلى السلام يتطلب إيجاد البيئة الإيجابية لإطلاق المفاوضات، من خلال وقف إسرائيل كل الإجراءات الأحادية في الأراضي المحتلة، خصوصاً بناء المستوطنات في الضفة الغربية وفي القدس الشرقيّة»، معتبراً «هذه الإجراءات غير قانونية، وهي إجراءات نرفضها وندينها بشكل مطلق، وتعيق كل جهودنا لتحقيق السلام». وجدد تحذيره من خطورة الاعمال التي تقوم بها اسرائيل في القدس، واصفاً اياها ب «نوع من اللعب بالنار»، باعتبار أن «القدس ومقدساتها بالنسبة الى كل العرب والمسلمين قضية مقدسة، وكل الخيارات السياسية والديبلوماسية والقانونية سيبقى مفتوحاً أمامنا لحماية القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فيها». وجدد العاهل الاردني تمسكه بالسلام، وقال: «نريد السلام ونعمل من أجله، لأن السلام العادل حقاً لكل شعوب المنطقة، وعلى إسرائيل أن تتجاوب مع هذا الموقف العربي، فالسلام وحده، وليس الجيوش ولا الجدران، هو الذي يضمن الأمن الحقيقي لكل الشعوب ولكل الدول. وتعهد أن تبقى القضية الفلسطينية أولوية رئيسة بالنسبة اليه، وقال: «سنستمر في عمل كل ما نستطيع، من أجل إنصاف أشقائنا الفلسطينيين، وإنهاء الاحتلال، وتمكينهم من الوصول إلى حقهم في الحرية والدولة على ترابهم الوطني. للأسف، العملية السلمية تمرّ في أزمة، لكن واجبنا تجاه الأشقاء وتجاه كل شعوب المنطقة، هو أن نستمر في العمل من أجل تحقيق السلام العادل، الذي يعيد الحقوق الفلسطينية والعربية على أساس حلّ الدولتين وفي سياق إقليمي شامل».