أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، المسلمين بتقوى الله عز وجل في السر والعلن وخشيته ومراقبته في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم. وقال في خطبة أمس (الجمعة): إن «المتأمل والمتابع لما يدون في مواقع التواصل الاجتماعي وما تطفح به وسائل الإعلام من عبارات التنذر وصور الاستهانة والغفلة كتابة وصوتاً وصورة، وما يلاحظ من مسالك بعض الناس من صور البطر، ومظاهر الإسراف والمباهاة والتفاخر، قد يكون ذلك كله مؤشراً على كفران النعم، واستبلاء الغفلة في عبارات وتدوينات وتعليقات وتجاوزات في تكبير للصغير وتصغير للكبير، وخصوصاً إذا كان مثل هذه الإثارات والتعليقات تتعلق بالسعودية وهذا المجتمع». وخاطب الجميع قائلاً: «لا تقتلوا أنفسكم ولا تمزقوا مجتمعكم ولا تكفروا نعم ربكم ولا تهزوا استقرار وطنكم بانفعالات وتغريدات مهلكة، حافظوا على اتزانكم والتزموا براقيات المبادئ وشامخات القيم». ولفت إلى أن «بعض مظاهر الإسراف في بعض الناس في مأكلهم ومشاربهم وملابسهم ومراكبهم في صور من البطر والمبالغات والمفاخرات يخشى منها زوال النعمة، وتحول العافية وفجاءة النقمة، وحلول السخط». وأبان إمام وخطيب المسجد الحرام أن «عاصفة الحزم دللت على أن هذه الدولة خلال عقود، ولله الحمد، بنت قدرات بشرية وكفاءات وطنية ورجالات أشاوس في مختلف القطاعات والتخصصات»، مشيراً إلى أن المملكة «دولة قوية ضاربة الجذور تقف دون أطماع الطامعين وأحلام الحالمين وتحول دون من يخطط من أجل تمزيق هذا الكيان إلى دويلات متفرقة متناحرة كما يفعلون في بعض دول الجوار» مؤكداً أن «المملكة دولة كبيرة غنية بفضل الله قادرة بإذن الله على حماية نفسها والمقيمين على أرضها، وفيها كفاءاتها ورجالها وتدير حرباً ضروساً ضد أعداء الأمة والإسلام بتوفيق الله من خلال صدقيتها وما كتب لها من قبول». وأوضح أن «هذه الدولة غنية وقوية تسعى لترشيد الإنفاق وكفاءته وليس لتقليله أو تقليصه فالتنمية مستمرة والمشاريع قائمة مع إصلاحات اقتصادية ومالية واستشراف للمستقبل وترسيخ للدور الرقابي»، مشيراً إلى أنه» ليس ضامناً للأمن بإذن الله إلا العلاقة الوثيقة بين الدولة والأمة المبنية على السمع والطاعة والنصح والرضا والشكر والاعتراف بنعم الله الوارفة والحذر من الكبر والإسراف والتباهي». وقال: «إن الحفاظ على الدولة لا يتعارض مع المطالبة بالأفضل والتطلع إلى الأحسن، ولكن المصلح الصادق هو الذي لا تحركه مصالحه الشخصية ولا هو بالمتشفي ولا الذي يستهدف ثبات الدولة وهويتها وعوامل قوتها»، مشيراً إلى أن ثبات الدولة هو السعي في الإصلاح ليس بكسر الأضلاع وليس من النقد أن يظهر الناقد بلده وكأنه لا خير فيه، فمن حرم العدل حرم التقوى. وفي المدينةالمنورة أوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ في خطبة أمس (الجمعة) أن الشباب في الأمة محط الأنظار، من هنا أحاطتهم التوجيهات الإسلامية ليكونوا قوة الأمة ونهضتها. وأشار إلى أن في صلاح الشباب صلاح الأمة فلا تسعد الأمة الإسلامية إلا حينما يكونوا شبابها كما كانوا في العهد الأول، صلاح في الدين، وجد في كل عمل مثمر، وفعل خير.