قال سكان إن الشرطة التونسية أطلقت الغاز المسيل للدموع، واشتبكت مع مئات المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مبان حكومية محلية في بلدات عدة، اليوم (الخميس)، ثالث يوم من الاحتجاجات في شأن الوظائف. وقتل شرطي واحد على الأقل في بعض من أسوأ الاحتجاجات التي تشهدها تونس، منذ انتفاضة العام 2011 التي أطاحت بحكم الرئيس السابق زين العابدين بن علي، وكانت شرارة البدء لانتفاضات «الربيع العربي» في المنطقة. وتظاهر بضعة ألوف من الشبان اليوم خارج مقر الحكومة المحلية في القصرين، وهي بلدة فقيرة في وسط تونس بدأت فيها الاحتجاجات الأسبوع الجاري، بعد انتحار شاب عقب رفض إعطائه وظيفة حكومية فيما يبدو. وأفادت وسائل إعلام رسمية وسكان محليون، أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق محتجين حاولوا اقتحام مبان حكومية محلية في بلدات أخرى، وهي جندوبة وباجة وسكرة وسيدي بو زيد، حيث ردد الشبان هتافات تطالب بوظائف وتهدد بثورة جديدة. وأعلنت حكومة الرئيس الباجي قائد السبسي أمس، أنها ستسعى إلى توظيف أكثر من ستة آلاف شاب من القصرين وتبدأ في مشروعات، فيما حضر مئات اليوم للتقدم إلى وظائف، لكن التوترات ما زالت شديدة. وقال متظاهر يدعى محمد مديني، في القصيرين: «لا أعمل منذ 13 عاماً وأنا فني مؤهل، لا نطلب مساعدات، نريد فقط حقنا في العمل»، فيما ردد المتظاهرون هتافات تقول «شغل، حرية، كرامة». وأحيت الاحتجاجات ذكريات انتفاضة «الربيع العربي» في تونس العام 2011، والتي اندلعت بعدما انتحر بائع متجول شاب يسعى على رزقه في كانون الأول (ديسمبر) العام 2010، وهو ما أثار موجة غضب أجبرت الرئيس السابق بن علي على الفرار، وفجر احتجاجات في أنحاء العالم العربي. وارتفع معدل البطالة في تونس إلى 15.3 في المئة في العام الماضي، مقارنة مع 12 في المئة في العام 2010، بسبب ضعف النمو وتراجع الاستثمارات، إضافةً إلى ارتفاع أعداد خريجي الجامعات الذين يشكلون ثلث العاطلين في تونس.