فيينا، واشنطن – أب، رويترز، أ ف ب – أفادت وكالة أنباء «رويترز» بأن إيران قدمت إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية اقتراحاً جديداً لتبادل الوقود النووي، يتضمن شروطاً يرفضها الغرب، فيما حضت طهران دول الخليج على تشكيل «حلف أمني» يؤدي إلى «طرد القوات الأجنبية من المنطقة». وقال مساعد رئيس الأركان الإيراني الجنرال مسعود جزائري ان «القوى الكبرى والاستعمار العالمي اعتبرت ان السيطرة على هذه المنطقة ستحقق أهدافهم في الهيمنة علي العالم». وأضاف لمناسبة «اليوم الوطني للخليج الفارسي» الذي يصادف غداً الجمعة، ان «تواجد القوات الأجنبية ليس فقط لا يساعد على حفظ أمن الخليج، بل يعمل على نشر الفوضى وانعدام الاستقرار ويعرّض أمن المنطقة واستقرارها للخطر»، داعياً «جميع الدول المطلة على الخليج الفارسي» إلى «تشكيل جبهة موحدة للحد من هيمنة القوات الأجنبية». وقال ان نجاح هذه الدول في إقامة «حلف أمني، سيؤدي الى طرد القوات الأجنبية من المنطقة والتخلّص من التسلط الأميركي الى الأبد»، محذراً من ان أي أزمة أمنية تحدث في الخليج ستؤثر «علي مناطق إقليمية ودولية أخرى». على صعيد اقتراح تبادل الوقود النووي، كان عرض الوكالة الذرية ينصّ على تسليم إيران 1200 كلغ من اليورانيوم منخفض التخصيب، كي يُخصب في روسيا بنسبة 20 في المئة ثم يحوّل في فرنسا الى قضبان وقود تُستخدم في تشغيل مفاعل طهران للبحوث الطبية. وافقت طهران على الاقتراح مبدئياً في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لكنها رفضت العرض بعد ذلك مشيرة الى «نقص الثقة» مع الغرب، واقترحت تبادل الوقود في شكل متزامن على أراضيها وبكميات اصغر. لكن الغرب رفض هذا الاقتراح. ونقلت «رويترز» عن مصادر قولها ان وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي عرض اقتراحاً جديداً خلال لقائه المدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو في فيينا الأحد الماضي، ولم يتطرق إلى الخطة الأصلية التي عرضتها الوكالة. وأضافت المصادر ان متقي جدد اقتراح تبادل الوقود على الأراضي الإيرانية، على ان يشمل كمية أقل من اليورانيوم منخفض التخصيب، عما ورد في اقتراح الوكالة. وأبلغ متقي أمانو بأن هذه الكمية سيتم تبادلها في الوقت ذاته بنصف كمية الوقود المطلوبة للمفاعل، على ان تصل الكمية الباقية في وقت لاحق. وأشارت المصادر الى انه لم يتضح ما اذا كانت هذه الخطة ستقضي بنقل اليورانيوم منخفض التخصيب الى خارج ايران، وهذا شرط رئيس في اتفاق الوكالة. وقال مصدر مطلع على المحادثات ل «رويترز»: «يحاولون مجدداً طرح تغييرات على اتفاق التبادل. يريدون كسب الوقت، لكنهم يعلمون ان هذه الشروط لن تُقبل». وقال مصدر آخر: «هذه في الأساس الأفكار ذاتها التي طرحتها إيران سابقاً، وبناءً عليه لم يحدث تقدم في هذه المسألة». وذكرت المصادر ان متقي أبلغ أمانو أيضاً ان طهران ستواصل تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المئة. جاء ذلك بعد تأكيد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان اجتماع متقي وأمانو لم يخرج ب «أي جديد». وقالت: «لا نحصل على أي شيء (من إيران) سوى محاولة التأثير على الرأي العام بدل الإجابة على عرض» تبادل الوقود. وأضافت ان «مواصلة إيران عدم احترام تعهداتها الدولية، يشير إلى أهمية الضغط الدولي الموحّد من أجل تغيير سياساتها»، موضحة ان «الولاياتالمتحدة تعمل مع شركائها على فرض عقوبات جديدة تحدد في صورة أكبر الاختيارات التي يواجهها قادة إيران». وتوقعت فرض عقوبات جديدة في مجلس الامن «في وقت ما هذا الربيع». أما وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس فأعرب عن «رضاه» في شأن خطط وزارة الدفاع (بنتاغون) للتصدي للتهديد الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني، متجاهلاً اتهامات للجمهوريين لإدارة الرئيس باراك أوباما بوجود فراغ استراتيجي. وقال خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الإسرائيلي إيهود باراك: «أنا راضٍ جداً عن عملية التخطيط داخل هذا المبنى (بنتاغون) وبين الوكالات. قضينا وقتاً طويلاً نتباحث في شأن إيران، وسنواصل القيام بذلك». واعتبر باراك ان الولاياتالمتحدة «تقوم بالامر الصائب»، من خلال سعيها الى التوصل لتسوية ديبلوماسية مع إيران. وقال: «الوقت في هذه المرحلة هو وقت العقوبات والديبلوماسية». وأضاف ان اسرائيل تتوقع ان تكون أي عقوبات تُفرض على طهران «فاعلة ومحدودة زمنياً، بما يمكننا من الحكم على نوع النتائج التي يفرزها نظام العقوبات». الى ذلك، نفى الجنرال دوغلاس فرايزر قائد منطقة القيادة العسكرية الجنوبية في الجيش الأميركي، تواجد «قوة القدس» التابعة ل «الحرس الثوري» الإيراني، في فنزويلا، كما أفاد تقرير نشره ال «بنتاغون» أخيراً. وقال: «نلاحظ ان ايران تكثف علاقاتها مع فنزويلا من ناحية الوجود الديبلوماسي او التجاري، لكنني لا أرى دليلاً على تواجد عسكري. لا شيء يدل على ان إيران تسلم فنزويلا أسلحة».