دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس جمهورية الصين الشعبية شين جين بينغ في الرياض أمس، مشروع شركة ينبع أرامكو - ساينبوك للتكرير «ياسرف». وشاهدا عرضاً مرئياً عن الشراكة السعودية الصينية في المشروع. فيما أوضح رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية المهندس خالد الفالح أن «اليوم فريد وتاريخي تمثل بافتتاح مشروع عملاق سيضيف صرحاً جديداً إلى الشراكة بين المملكة والصين». وأضاف في كلمته عن الشراكة الاستراتيجية السعودية الصينية بمناسبة افتتاح المشروع: أن «هذه الشراكة تجعلنا نستذكر العلاقة التي جمعت بين البلدين، إذ أن كلا الدولتين قطبان يرتكز عليهما الاقتصاد العالمي؛ فالمملكة اليوم تمتلك الاقتصاد الأكبر في منطقتها، بينما يحتل الاقتصاد الصيني المركز الثاني باعتباره أكبر اقتصاد في العالم»، مشيراً إلى أن التسارع في نمو العلاقات اكتسبت أبعاداً جديدة خلال العقدين الماضيين، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للمملكة، وتعتز «أرامكو» بكونها المورد الأول للحاجات الصينية من النفط. وأوضح الفالح أن المملكة والصين وجدتا في صناعة الطاقة وفي قطاع التكرير فرصاً مميزة لبناء شراكات قوية، إذ بادرت «أرامكو» بالاستثمار في مشروع مصفاه فوجيان على أرض الصين، وهو مشروع نموذجي بكل المعايير، كما ندشن اليوم إنجازاً آخر على أرض المملكة بافتتاح مشروع «ياسرف» في ينبع الذي وجدنا شركة ساينبوك خير شريك، إذ وفر هذا المشروع ستة آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة». وأشاد بفريق العمل على ما قدموه من دعم للمشروع، إذ حصد جائزة «بلاتس» العالمية باعتباره أفضل مشروع لعام 2015، منوهاً بالدعم غير المحدود للمشروع من وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، ورئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان. وأشار إلى أن هناك فرصاً سانحة لأحداث نقلة نوعية في جوانب التعاون بين البلدين في مجال الطاقة عبر ثلاثة محاور استراتيجية، الأولى تتضمن تطوير استثمارات مستدامة ومجدية اقتصادياً في قطاع التكرير والتسويق الصيني، ما سيسهم في دعم استراتيجية الصين لتحقيق أمن الإمدادات ومضاعفة صادرات النفط السعودي إلى الصين. وبين أن المحور الثاني يرتكز على بناء الشراكات بين البلدين في إطار مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير التي أطلقها فخامة الرئيس شي جين بينغ، لتصبح المملكة قطباً أساساً فيها عبر بناء الشراكات التي تزيد الاستثمارات الصينية في مجالات الطاقة والصناعة والاقتصاد في المدن الصناعية والاقتصادية في المملكة لتصبح المملكة بموقعها الاستراتيجي وإمكاناتها الواسعة مركزاً قوياً لانطلاق هذه المبادرة إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا. وأفاد الفالح بأن المحور الثالث في العلاقات بين البلدين يتركز في دعم التعاون المشترك بين البلدين في مجالات البحوث والتعليم وتقنية المعرفة والابتكار والأنشطة الثقافية، مبيناً أنه سبق أن افتتحت «أرامكو» مركزاً للبحوث في بكين، كما ستقوم شركة ساينبوك غداً بوضع حجر الأساس لمركز للبحوث والتطوير في وادي التقنية في الظهران. ونوه بأن مذكرات التعاون التي وقعت بالأمس بين حكومتي البلدين الصديقين تكرس هذه المحاور وتجسد حرص قيادة البلدين وسياستهما الحكيمة لنقل شراكتهما وتعاونهما إلى آفاق جديدة، مقدماً شكره لخادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس الصيني على التشريف بإطلاق هذا الصرح الصناعي الذي يشكل خطوة أخرى مهمة في تعزيز التعاون بين البلدين، موضحاً أن أرامكو السعودية ستظل دوماً تسعى لتحقيق التطلعات الطموحة لبناء اقتصاد وطني قوي ومتنوع نواته المواطن السعودي المؤهل بالمعرفة وروح الابتكار والإبداع. إثر ذلك شاهد خادم الحرمين الشريفين والرئيس الصيني بثاً مباشراً من غرفة التحكم المركزي للمشروع في ينبع، حيث دشنا معاً مشروع شركة ينبع أرامكو - ساينبوك للتكرير «ياسرف» بعد ذلك قدم المهندس خالد الفالح هدية تذكارية لخادم الحرمين الشريفين والرئيس الصيني.