وتقول الروائية عائشة الحشر تعليقاً على طبيعة الرواية السياسية، وعما تختلف به عن الكتاب السياسي،: «كاتب الرواية السياسية يعمد إلى اختلاق شخصيات متصارعة، تخدم أفكاراً وولاءات سياسية أو ايديولوجية مرتبطة بسياق تاريخي سياسي وطني مليء بالصراعات. تسهم من خلال السرد في خلق المزيد من الوعي أو التحريض لكي يدرك القارئ واقع تلك الأحداث. ولكن بما أن الحرية المتاحة في شرقنا لا تعطي إمكاناً كبيراً للتعامل مع الأحداث بموضوعية وصياغتها روائياً، يعمد الكتَّاب إلى الموازنة أو المواربة من أجل أن تصل الفكرة إلى الناس من دون أن يحاصر أو تمنع رواياته، ومع ذلك نلاحظ أن هناك كماً كبيراً جداً من الروايات ما زالت ممنوعة. إذاً الرواية السياسية تمنح القارئ تصوراً لواقعٍ من خلال تصوير الأحداث التي جرت فيه، لكنها تبقى رواية، لا تدرس تلك الأحداث بموضوعية ولا تقدم برنامجاً سياسياً بل تمزج الواقع بالحلم والحقيقة بالخيال. وقراءة الرواية السياسية أيسر للقارئ من الكتاب السياسي وأكثر تشويقاً، لأنها تستحثه على التخيل. أخيراً أستطيع القول أن قراءة الرواية السياسية أكثر سلاسة وإمتاعاً من قراءة الكتاب السياسي. لكنها لن تكون أكثر فائدة». وحول ما إذا كان عزوف معظم الأدباء عن قراءة الكتب السياسية صحيحاً أم لا، تقول الشاعرة حليمة مظفر: «إن الأديب سواء كان روائياً أو شاعراً لابد له من الاهتمام بالموضوع أو الكتاب السياسي، فالمثقف دائماً يحمل مشروعه الثقافي إن كان مشروع رواية أو قصة، ولابد أن تقام هذه المشاريع في مساقات سياسية، فإن لم يكن لديه إلمام بما يدور حوله من احداث سياسية فكيف يقدم مشروعاً صادقاً، حتى لو لم يكن ينصب في السياسية بشكل مباشر. وإذا لم يقرأ فلن يستطيع أن يتماشى مع ما يحدث داخل منطقته، ومشكلاتنا في الغالب بنواحيها الاجتماعية والاقتصادية جزء لا يتجزأ من واقعنا السياسي، ومرتبطة مباشرة بالحدث السياسي بشكل أو بآخر». وتوضح مظفر أنها ككاتبة مقالة لا تميل إلى الكتابة السياسية المباشرة، ولكنها تميل إلى استخدام الحدث السياسي بالكتابة الساخرة إن وجدت أن ذلك يستحق. وتؤكد أن ما يثير اهتمامها السير الذاتية للسياسيين، وتفضل كثيراً قراءة كتب الأديان، والاطلاع على ثقافة الآخر من خلالها.