كشفت جهات حكومية محلية في قضاء الزبير التابع لمحافظة البصرة عن عزمها رفع طلب إلى الحكومة المركزية للموافقة على تحويل القضاء إلى محافظة، إلا ان الجهات الرسمية في البصرة رفضت هذا الطلب. ويعتبر قضاء الزبير صاحب الموارد الأكبر في البصرة حيث يحتوي على أكبر الآبار النفطية بالإضافة إلى المساحة الأكبر فيها فضلاً عن وقوع موانئ أم قصر ضمن القضاء الذي تقترب مساحته من نصف مساحة المحافظة. وقال رئيس المجلس المحلي لقضاء الزبير وليد خالد ل «الحياة» إن «وفوداً عشائرية وسياسية وأكاديمية في الزبير طرحت خلال اجتماع موسع مشروعاً لتحويل قضاء الزبير إلى محافظة مستقلة عن البصرة». وأضاف «تم تسليم المشروع حالياً إلى جهات قانونية للنظر في شرعية الطلب وتوافر الضوابط اللازمة لاستحداث محافظة، كما تم أخذ آراء سياسية ودينية في هذا الموضوع». وأوضح خالد ان «قضاء الزبير يضم أكثر من 500 ألف نسمة، وتتبع له مناطق مهمة منها سفوان وأم قصر، بالإضافة إلى أن نسبة النفط المنتج من آبار القضاء تصل إلى 68 في المئة مما تنتجه البصرة». ولفت الى إن «المناطق التابعة للقضاء تشكو من نقص الخدمات في شكل كبير وتراجع المشاريع التي تخصصها الحكومات المحلية والمركزية. لذلك نجد أن فكرة الاستقلال كمحافظة قد تحسن من واقع البلدات التابعة للزبير». من جانبه قال قائم مقام الزبير عباس رشم إن «مدينة الزبير منسية من حيث موازنة تنمية الأقاليم والخطط الوزارية للإعمار وإنجاز المشاريع الخدمية فيها، ما دعانا إلى التفكير في مشروع تحويل الزبير إلى محافظة». وأضاف «هدفنا ليس الانفصال، ولكن توجيه الرعاية الحكومية في شكل أكبر لهذه المدينة التي لو استغلت مواردها بالطريق الأمثل فستكون منطقة صناعية مهمة في العراق». وأوضح ان «جماهير منطقة الزبير متعددة مذهبياً وسياسياً إلا أن الدعوة الى انشاء المحافظة كانت محل اتفاق بين وجهاء المدينة الذين يؤكدون هذه المرة على مطلبهم بعد أن كانت هناك نيات سابقة من هذا النوع لكنها لم تتبلور على شكل طلب رسمي». الرد الحكومي على هذا الطلب جاء بالرفض. وقال عضو مجلس محافظة البصرة محمود طعان ان «تحويل الزبير إلى محافظة أمر صعب في الفترة الحالية كونها غير مؤهلة من حيث المساحة أو الكثافة السكانية». وقال «على العكس من هذه المطالب فإن المجلس بصدد زيادة عدد الأقضية في المحافظة حيث ننوي تحويل مركز البصرة إلى قضاء جديد». واستدرك «من الممكن أن تحظى الزبير بفرصة لأن تكون محافظة ولكن بعد أن تكون البصرة إقليماً مستقلاً». وأوضح ان «هناك مناطق واسعة في البصرة يمكن أن تكون محافظات داخل إقليم البصرة مثل القرنة وأبو الخصيب والمُدينة». يذكر ان الزبير شهدت سابقاً مطالبات عدة لتحويلها الى محافظة، بعضها في زمن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي رفض الطلب كون مركز الزبير يبعد عن مركز البصرة مسافة تقل عن 20 كيلو متراً.