أعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع تبني «القوات اللبنانية» ترشيح رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع عون: «أيها الأصدقاء واللبنانيون طال الشغور الرئاسي، واستحكم الفراغ فضرب شلل شبه تام المؤسسات الدستورية كافة ومسَّت ارتداداته السيادة الوطنية وكادت تقضي على وجود الدولة بالذات في وقت تعيش المنطقة أكثر أيامها سوءاً وتعقيداً، وأزمة اللاجئين خانقة ووضعاً اقتصادياً متدهوراً وضياعاً شاملاً على المستويات كافة». وأضاف: «كنا منذ اللحظة الأولى حرصنا على إتمام الاستحقاق الدستوري في مواعيده وشاركنا بحضور جلسات الانتخاب وعلى رغم كل المحاولات لم نفلح بإنهاء حال الفراغ القائمة والمستمرة حتى إشعار آخر مع ما يعنيه الفراغ من تداعيات وآثار على مستقبل الوطن برمته». وتابع: «بتنا على قاب قوسين أو أدنى من الهاوية فصار لا بد من عملية إنقاذ غير اعتيادية حيث لا يجرؤ الآخرون». وزاد: «عملية إنقاذ نضع فيها كل أقدامنا وجرأتنا ونكراننا للذات، من هذا المنطلق أُعلن وبعد طول دراسة وتفكير ومناقشات ومداولات في الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية تبنّي القوات لترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية في خطوة تحمل الأمل بالخروج من ما نحن فيه إلى وضع أكثر أماناً واستقراراً لحياة طبيعية». وأكمل: «ما عزَّز اقتناعنا بهذه الخطوة هو التطوّر الإيجابي في العلاقة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لا سيما من خلال ورقة إعلان النوايا التي وقّعت في حزيران (يونيو) عام 2015 وما تضمَّنته مقدمة الورقة من تنقية الذاكرة والتطلع نحو مستقبل يسوده التنافس الشريف وما تضمّنته الورقة ككل من مجموعة نقاط رئيسية». وتوقّف عند أبرزها. وقال: «الإيمان بلبنان وطناً سيداً حراً ومستقلاً وبالمبادئ الواردة بالدستور، الالتزام بوثيقة الوفاق الوطني التي أقرت بالطائف واحترام الدستور، اعتماد المبادئ السيادية في المواضيع الإقليمية والدولية، تعزيز مؤسسات الدولة وثقافة الاحتكام إلى القانون وعدم اللجوء إلى السلاح والعنف، دعم الجيش معنوياً ومادياً وتمكينه وسائر القوى الأمنية الشرعية من التعامل مع مختلف الحالات الأمنية بهدف بسط سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، ضرورة التزام سياسة خارجية مستقلّة بما يضمن مصلحة لبنان ويحترم القانون الدولي. وهنا وجه عون أصبعه الى باسيل الجالس في الصف الامامي فالتفت جعجع إلى عون قائلاً: «بدك يعملها» وضحك الجميع. وأكمل جعجع: «وذلك بنسج علاقات تعاون وصداقة مع جميع الدول لا سيما العربية منها مما يحصّن الوضع الداخلي اللبناني، سياسياً وأمنياً ويساعد على استقرار الأوضاع كذلك اعتبار إسرائيل دولة عدوَّة والتمسك بحق الفلسطينيين بالعودة إلى أرضهم ورفض التوطين واعتماد حل الدولتين ومبادرة بيروت 2002، وضبط الأوضاع على طول الحدود اللبنانية-السورية في الاتجاهين وعدم السماح باستعمال لبنان مقراً أو منطلقاً لتهريب السلاح والمسلحين». وشدد في النقطة الثامنة على احترام «قرارات الشرعية الدولية كافة (قاطعه عون قائلاً له: «قل له (لباسيل) والله مبيّض الوجه، التوصيات له، ليس لي فيها شيء». وأكمل جعجع: «...والالتزام بمواثيق الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية، والعمل على تنفيذ القرارات التي تم التوافق عليها في طاولة الحوار الوطني». ولفت في النقطة العاشرة إلى «ضرورة إقرار قانون جديد للانتخابات يراعي المناصفة الفعلية وصحة التمثيل بما يحفظ قواعد العيش المشترك ويشكل مدخلاً أساسياً لإعادة التوازن إلى مؤسسات الدولة». وقال: «بناء على ما تقدم من نقاط تشكّل نواة مهمة لبرنامج رئاسي وانطلاقاً من هذا الإطار السياسي الواضح الذي دفعنا إلى تبني هذا الترشيح، أدعو القوى الحليفة في 14 آذار وثورة الأرز إلى تبني ترشيح العماد عون، لا سيما أن الإطار المذكور يترجم عناوين مهمة من مشروع 14 آذار ويتلاءم معها على خلفية الواقعية السياسية واعتماد أفضل الخيارات المتاحة». ودعا «جميع الفرقاء والأحزاب والشخصيات المستقلة في لبنان إلى الالتفاف حول ترشيح عون علنا نخرج من حالة العداء والاحتقان والانقسام التي نحن فيها إلى حالة أكثر وفاقاً وتعاوناً عنوانها الوحيد الأساس المصلحة اللبنانية العليا ولا شيء سواها لاسيما أن الإطار السياسي لهذا الترشيح والإطار العملي يشكل نقطة التقاء بين فريقنا الذي يمثل رأس حربة في 14 آذار، وبين التيار الوطني الحر كفريق متحالف مع 8 آذار ما يتيح للفرقاء الآخرين الالتقاء على ما التقينا عليه نحن صراحة وعلناً». وقال في الختام: «نحن كقوات لبنانية، في هذه المرحلة كما في كل مراحل حياتنا السياسية، لا نتصرّف بردّات فعل بل انطلاقاً من المبادئ التي نؤمن بها والمتجسدة بمبادئ ثورة الأرز التي ناضل شباب القوات وشباب التيار والأحزاب اللبنانية الحرة الأخرى جنباً إلى جنب لتحقيقها في مواجهة سلطة الوصاية السورية». وأضاف: «نتطلّع إلى أن تكون المرحلة المقبلة شبيهة تماماً بتلك المرحلة النضالية، بحيث نتكاتف جميعاً، جنباً إلى جنب، من أجل قيام دولة فعلية في لبنان، دولة الحق والقانون، دولة العدالة ومحاربة الفساد، جمهورية قوية على قدر تطلعاتنا وأحلامنا جميعاً». وردّ عون بكلمة شكر فيها القوات: «لدعمي في الانتخابات الرئاسية اللبنانية، بتوجيه من رئيسها الدكتور سمير جعجع». وقال: «كل ما أتى على ذكره الدكتور جعجع لا شك أنه في ضميرنا وفي كتابنا وسنعمل عليه ولن ننسى ما قاتلنا من أجله في سبيل سيادة هذا الوطن وفي سبيل استمراره ودوامه في التاريخ، لذلك سنسعى دائماً لنجعل منه وطناً نموذجياً لأولادنا وأحفادنا». أضاف: «إذا تكلمنا عن الماضي، فيجب الخروج منه كي نستطيع بناء المستقبل، ولا يجب أن ننساه كي لا نكرره». وقال: «الورقة السوداء انتهى دورها ويجب حرقها، ولندع كل ذلك في ذاكرتنا فقط، ونتمنى أن تتم عملية الانتخاب بخير، في حينها سنكون غطاء لجميع اللبنانيين. لن نتعامل بكيدية مع أحد، ونحن في صلب الخصومة السياسية لم نكن كيديين فكيف بالأحرى ونحن في ممارسة المسؤولية». وتابع: «في هذا الوطن الكل لهم موقعهم، ونتمنى الإجماع الذي هو شيء من المستحيل ولو لمرة واحدة، لأننا نريد بالفعل صيانة جميع مكونات الوطن، مسلمين ومسيحيين، ونحن من دفعنا دوماً وأبداً عن التعددية والتنوع في الوطن والعيش المشترك، ولم نفكر يوماً بالتمييز، خاصة أنني كنت قائداً للجيش واستشهد معي المسلم والمسيحي في سبيل الدفاع عن الوطن واستمراريته. من هنا، في هذا اليوم التاريخي، كلّي أمل أن نستطيع بتضامننا أن نحقق ما نتكلم عنه، سواء ما قاله الدكتور جعجع وما أقوله الآن»، متمنياً «لجميع اللبنانيين بعد هذا التفاهم الخير». وكان سبق المؤتمر حركة لقاءات شهدها خط بكركي - معراب، تمثلت بزيارة رئيس جهاز الإعلام والتواصل في «القوات اللبنانية» ملحم الرياشي، إلى البطريرك بشارة الراعي موفداً من جعجع. أعقبه لقاء آخر بين رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية جبران باسيل والبطريرك. ثم توجه باسيل إلى معراب، وكان سبقه إليها، أمين سر تكتل «التغيير والإصلاح» النائب إبراهيم كنعان. وعقد اجتماع ضم إلى جعجع، النائب جورج عدوان، باسيل، كنعان، رياشي. وانضمت إليهم لاحقاً النائب ستريدا جعجع. وعند السادسة إلا ربعاً زار العماد عون بكركي والتقى البطريرك الراعي، وقال إثر وصوله: «أتينا إلى بكركي لنبلغ البطريرك الوفاق بيني وبين رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع». وأوضح: «أننا نتحدث عن هذا التوافق التاريخي ولكن لا نعرف ما سيحصل بعد هذا التوافق»، مضيفاً: «مبروك للتوافق الأولي وعلينا أن نتحدث في التوافق المستقبلي». من جهته، رد الراعي فقال: «جميع الناس ينتظرون هذا الوفاق والحلحلة». وبعد انتهاء الاجتماع قال عون: «حملنا خبراً ساراً إلى بكركي، والبطريرك الراعي وجميع اللبنانيين، وعملنا لبداية حل أساسي. هذه العقد التي كانت لا تحل قمنا ببداية الحل الأساسي فيها». ولفت إلى «أننا نأتي الى بكركي لطرح المشاكل المقلقة في المرحلة التي مضت، تمنوا لنا الخير ونتمنى لكم الخير». ثم غادر إلى معراب. وانتظر رئيس حزب «القوات»، بعد إعلانه أمام الصحافيين أنه لن تكون هناك أسئلة، العماد عون على مدخل مقر معراب يرافقه نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات النائب جورج عدوان، إضافة إلى باسيل وكنعان ورياشي. وبعد وصول عون، الذي استقبل على وقع التَّصفيق، انتقل المشاركون من الطرفين إلى اجتماع موسّع حضرته ستريدا جعجع. بعده خرج باسيل وستريدا وكنعان وصافحوا مقدمة الحضور من كوادر القوات وأعضاء اللجنة التنفيذية والوزراء والنواب. واستمرت خلوة جعجع- عون 10 دقائق. وبعد خروج عدوان من الاجتماع الموسّع، وصف اللقاء ب «المهم، والأهم أن نستطيع ترجمته بتفاهم ووفاق يشمل الآخرين»، مؤكداً أن «أي تفاهم يظل ناقصاً إذا لم نعممه على الجميع». ولفت إلى أن «لا أحد مستهدفاً من هذا اللقاء، ونحن نريد أن تكون هذه الخطوة بداية خطوة تفاهم للبنانيين وليس إبعادهم عن بعضهم». أما كنعان فقال: «إنها خطوة تمهد لمستقبل لبنان وهي خطوة إيجابية للجميع». السنيورة: الرئيس يعني كل اللبنانيين ويجب عدم التسرع في أي موقف أكد رئيس كتلة «المستقبل» النيابية الرئيس فؤاد السنيورة أن «تواصلاً تم بين الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية وجرى الحديث في إمكان أن تكون هناك مبادرة، ولكن حتى الآن لم تتشكل مبادرة بانتظار ما سيكون من ردود أفعال، ونظرياً ما زال حتى الآن هناك مرشحان في المجلس النيابي هما الجنرال ميشال عون والدكتور سمير جعجع». وأوضح بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي في الصرح البطريركي في بكركي «بحثنا في الأمور الصعبة التي تمر بها المنطقة ولبنان، خصوصاً انه مضى علينا أكثر من 18 شهراً دون انتخاب رئيس للجمهورية بسبب التعطيل الذي يقوم به فريق لا يريد أن يحضر جلسات الانتخاب لممارسة واجبه». ورأى أن «انتخاب رئيس ليس شأناً مسيحياً فقط لكن أيضاً هو شأن لبناني بامتياز، فجميع اللبنانيين معنيون بانتخاب رئيس. فكما يقول الدستور هو رئيس البلاد وكل اللبنانيين ورمز وحدة الوطن، أي انه هو الشخص المقبول من كل اللبنانيين والقادر على أن يجمعهم ويكون رمزاً لاتفاقهم وليس رمزاً لخلافهم». وقال: «كان هذا اليوم مناسبة لتأكيد هذه القناعات التي تحدث عنها البطريرك وأنا أقول بها وما زلت مقتنعاً بها، ولذلك يجب أن يكون هناك جهد لنصل إلى هذا الشخص الذي يستطيع أن يجمع اللبنانيين بكل انتماءاتهم السياسية على قاعدة احترام الوطن والدستور وتعزيز العيش المشترك بين اللبنانيين». أضاف: «لنا مصلحة في المسارعة إلى انتخاب رئيس كي نحمي لبنان من الأعاصير المحتدمة في الخارج والتي تؤثر عليه، أكانت أمنية أم حربية أم اقتصادية أم اجتماعية، وكلما تأخرنا في انتخاب رئيس ازداد تأثير هذه العواصف والأعاصير التي أدت أيضاً إلى توليد أعاصير داخلية ليست في مصلحة اللبنانيين. لذلك نحن بحاجة إلى المزيد من التشاور الداخلي والتنبه إلى أهمية عدم التسرع في أي مواقف تكون غير قابلة للتراجع عنها بعد ذلك. إن الكلام الذي جرى اليوم مع البطريرك ممتع من جهة وطنية إلى حد كبير، وأيضاً يفتح مجالاً للمزيد من التفكير والتشاور بما يؤدي إلى انتخاب رئيس». وقال السنيورة: «تطرقنا إلى إطلاق السيد ميشال سماحة الذي رأى الناس، بأم العين والصوت والصورة الجرم الذي ارتكبه. عندما تكون نتيجة مثل هذا العمل هذه العقوبة وان لم يكن هناك حكم نهائي، هذا يسمح للمجرمين بأن يتجرأوا على ارتكاب الجرائم وتزهيد المواطنين بأن هذا القضاء الاستثنائي أدى إلى ما أدى اليه». أضاف: «عبرت للبطريرك عن وجهة نظري في هذا الأمر وأكدت ضرورة أن يصار إلى ايجاد حل حقيقي يعيد الطمأنينة إلى المواطنين بأن المجرم الذي يرتكب مثل هذه الجرائم الشائنة والارهابية لا بد أن ينزل به العقاب المناسب، لا أن يؤدي إلى تزهيد الناس بهذه العدالة». وعن موقفه إذا أعلن جعجع ترشيح عون، أجاب: «لا أحب أن نتسرع في أي موقف في هذا الشأن، لنر ساعتها ونقيس فعلياً هل لنا مصلحة بذلك. وثانياً إن حصل ذلك فماذا يجب أن تكون طريقة التعامل في هذا الشأن». وعما إذا كان هناك لقاء مرتقب في روما بين الرئيس الحريري والبطريرك الذي سيتوجه إلى ايطاليا الخميس، أجاب: «حتماً تداولنا في هذا الأمر ولا مانع من اللقاء بينهما، ولكننا لم نتحدث عن موضوع اللقاء». بري يعرض وميقاتي للرئاسة و الحوار بانتظار خطوة ما تعيد الاستحقاق الرئاسي إلى الضوء مجدداً، عاد الملف الرئاسي، إضافة إلى تفعيل الحوار والحكومة، إلى الواجهة بزخم أمس، والتقى لهذه الغاية رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، الذي قال: «تناولنا الموضوع الأول، الحوار وكيفية استمراره، وأن يكون أكثر إنتاجاً، وتفعيل عمل الحكومة والخطوات التي يقوم بها في هذا الإطار لتطوير العمل الحكومي واستمراره في هذه الظروف الصعبة، خصوصاً مع الملامح بعدم انتخاب رئيس للجمهورية في القريب العاجل». أضاف: «يجب أن يكون انتخاب رئيس الجمهورية على سلّم الأولويات، لكن في هذا الظرف بالذات يجب على الحكومة أن تقوم بواجبها كاملاً، خصوصاً أن هناك أموراً كثيرة في الوقت الحاضر مطلوبة، النفايات وغيرها. وعلينا أن ندعم خيار تدعيم الحكومة وتقويتها وتفعيل عملها لإدارة شؤون الناس». وقال: «تطرقنا أيضاً إلى موضوع قانون الانتخابات، وثمّنا كثيراً ما حصل بالأمس مع التيار الوطني الحرّ في الانتخابات التي جرت خصوصاً إدخال موضوع النسبية على هذه الانتخابات. ونتمنى أن تكون هذه العيّنة مفيدة وناجحة لكي تطبق على كل الأراضي اللبنانية في الانتخابات النيابية العامة في السنة المقبلة». وعرض بري التطورات الراهنة في لبنان والمنطقة في حضور المستشار الإعلامي علي حمدان، مع السفير الأميركي في لبنان ريتشارد جونز الذي تناول الأوضاع الإقليمية. رئيس الحكومة تمام سلام وفي المواقف اعتبر وزير الإعلام رمزي جريج أن «الموضوع الرئاسي يتحرك بعد مبادرة الرئيس الحريري التي قد تذلل العقبات المتبقية أمامها إن برّدت الخلافات الإقليمية». وعن موقف الكتائب من احتمال تفاهم عوني- قواتي قد يذهب أبعد من الملف الرئاسي، شدد على أن «لا أحد يستفرد حزب الكتائب، فهو حزب عريق عمره 80 عاماً وله ثوابت وطنية، لذلك فهو لا يعاني عقدة أي شخص». ولفت وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس إلى «وجوب أن يكون المعيار في التعيينات العسكرية الأقدمية والجدارة، إلا أن الأمور تذهب دائماً باتجاه التسييس». وقال: «كان أولى بنا ترك هذه التعيينات للقادة العسكريين لاختيار الأجدر لكن المحاصصة تحضر دائماً»، مشدداً «على ضرورة ألا تكون إدارة البلد وفق رغبات قوى معينة بل يجب أن تكون لمصالح الناس، وأن نشجع كل اتفاق على أي تسوية»، معتبراً أن هذه «الحكومة تقوم بالحفاظ أو تسيير ما تبقى من مظاهر الدولة». وأشار إلى «أن الرئيس بري يسعى منذ مدة لتسوية الأمور، وقد أظهر ذلك على طاولة الحوار مع إصراره على تفعيل الحكومة». ولفت إلى أن «وزير الدفاع سمير مقبل المنوط به فكرة اقتراح أسماء، لم يطرح أي اسم إلا إذا كان رئيس المجلس قد توصل معه إلى تسوية». واستغرب عضو «كتلة المستقبل» النائب عمار حوري، «الأجواء الإعلامية المتداولة بأن رئيس «القوات» سمير جعجع ينوي الاشتراط على العماد عون أن يكون الرئيس الحريري رئيساً للحكومة، لإعلان دعم محتمل من القوات اللبنانية لترشيحه»، معتبراً أن «قرار عودة الرئيس الحريري الى رئاسة الحكومة ملكه شخصياً ويخضع للقواعد الديموقراطية المنصوص عليها في الدستور، وليس في أي حال من الأحوال هدفاً في أي مسعى قام أو يقوم به الرئيس الحريري لملء الفراغ الرئاسي».