بكين - موقع «سي أن أن» الإلكتروني - يرى اقتصاديون ان محور صناعة السيارات تحوّل شرقاً، وفي حين انكمش سوقها عالمياً بتأثير الأزمة الاقتصادية، سجلت مبيعات السيارات قفزة كبيرة في الصين، التي ازاحت للمرة الأولى الولاياتالمتحدة عن عرش سوق السيارات العالمية. وبدت أهمية الصين لكبار مصنعي السيارات واضحة في معرض «سيارات الصين 2010» في بكين الذي يستمر لغاية 2 أيار (مايو) المقبل، حيث اطلق كبار منتجي السيارات 89 طرازاً جديداً. وتمثل السوق الصينية شريان الحياة لشركة «جنرال موتورز» الأميركية، التي كانت حتى وقت سابق أكبر شركة لصناعة السيارات عالمياً، قبل تفوّق «تويوتا» اليابانية عليها. وتبقى سيارات «جنرال موتورز» الأكثر مبيعاً في الصين، بمبيعات تجاوزت مليوني سيارة سنوياً، للمرة الأولى، على رغم إشهار إفلاسها العام الماضي. وتركت شركة السيارات الأميركية بصمات واضحة في السوق الصينية، عبر بيع سيارات صغيرة بأسعار متاحة للجميع. ويحقق مصنعو السيارات الفخمة مثل «بي أم دبليو» الألمانية و«فيراري» الإيطالية مبيعات جيّدة، وتشكل سوق المنتجات الفخمة في الصين الشريحة الأسرع نمواً. ولجأت شركات تصنيع السيارات الى إعادة تصميم طرازاتها لتتلاءم مع متطلبات السوق الصينية. ويذكر أن كمية السيارات المباعة في الصين فاقت 2.7 مليون وحدة العام الماضي، مقارنة بالولاياتالمتحدة حيث لم تتجاوز 2.2 مليون، وان في الصين 100 شركة لصناعة السيارات، تنافس نظيراتها في أوروبا، ويتوقع ان تندمج مع توسّع السوق. كما أن صناعة السيارات الصينية باتت تضاهي نظيرتها الأميركية من ناحية الحجم، لكنها تعتمد في شكل كبير على السوق المحلية عوض التصدير إلى الخارج. وينظر قطاع صناعة السيارات الأميركي إلى الصين كسوق للتنمية يمكن أن تساعد في تعويض تراجع الأرباح محلياً، كذلك شركات السيارات الأوروبية واليابانية التي تعلّق آمالاً كبيرة على هذه السوق الضخمة. ويقول محللون ان الصين هي المستفيد الحقيقي من الاستثمار في قطاع السيارات، حيث تعكف حالياً على بناء قطاع محلي لإنتاج السيارات بمساعدة مستثمرين أجانب، وفقاً لقانون يمنع المستثمر الأجنبي من تملّك أكثر من 50 في المئة من الشركة المصنّعة الصينية، ويتوجب عليه الدخول في شراكات محلية لولوج السوق.