أنشأ ناشطون ألمان صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» لتنظّيم «حرس شعبي» لمساعدة الشرطة في الحفاظ على الأمان، بعد الاعتداءات التي تعرّضت لها نساء ليلة رأس السنة في مدينة كولونيا الألمانية، واتُهم لاجئون بارتكابها. وذكر موقع «الإذاعة الدولية لألمانيا» (دي دبليو) أن الصفحة التي أنشأها سكان منطقة دوسلدورف (عاصمة ولاية شمال الراين - وستفاليا) غرب ألمانيا تحمل اسم «واحد من أجل الجميع، والجميع من أجل واحد، دوسلدورف تحمي نفسها». وقالت المجموعة أنها على تواصل مع الشرطة المحلية، وأكدت أنها مستقلة وبعيدة من أي توجه ديني أو سياسي أو عرقي، وحذرت أعضاءها من أي مشاركات عنصرية، وكتبت: «لن نتسامح مع أي شكل من أشكال العنصرية والتطرف، هدفنا من الدعم هو نشر السلم وحل الأزمات معاً». ولم تلق الفكرة ترحيباً من قبل الشرطة التي أعربت عن استيائها، وقال الناطق باسم الشرطة الألمانية لصحيفة محلية إن «استخدام القوة من حق السلطات المختصة فقط»، مشيراً إلى أن الشرطة لن تتسامح مع أي أعمال انتقامية سيقوم بها أشخاص عاديون. وظهرت مبادرات مماثلة على الموقع ذاته، لكنها لم تدعُ إلى تشكيل حراس محليين، وقال منظموها إن مبادراتهم تهدف فقط إلى زيادة الوعي بين السكان في شأن التصرف في حال التعرض لاعتدءات. وكانت الشرطة الألمانية كشفت أن نحو 90 امرأة تقدمن ببلاغات عن تعرضهن للسرقة أو التهديد أو التحرش خلال ليلة رأس السنة أمام كاتدرائية المدينة على يد شبان معظمهم مخمورون. ووصفت الشرطة الأحداث بأنها «بعد جديد للجريمة». وفيما بعد، قال قائد الشرطة في كولونيا إن المنفذين «على ما يبدو من أصل عربي أو شمال إفريقي»، ما دفع جماعات يمينية إلى التنديد بالحكومة لترحيبها باللاجئين. وعبرت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل عن غضبها الشديد لما حدث في كولونيا. وقالت مركل المعروفة بموقفها المتسامح تجاه اللاجئين إن «موقفها قد يتغير إذا ثبت أن اللاجئين هم من ارتكب الجريمة».