قتل 26 شخصاً على الأقل بينهم 18 اجنبياً في اعتداء نسبه موقع «سايت» الأميركي المتخصص في رصد المواقع الاسلامية الى كتيبة «المرابطون» بزعامة مختار بلمختار التابعة لتنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي»، واستهدف فندق «سبلنديد» ومقهى «كابوتشينو» ومباني مجاورة لهما وسط واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو. تزامن ذلك مع اعلان خطف طبيب استرالي وزوجته لم تحدد السلطات إذا كانا مقيمين أو سياحاً، في منطقة بارابوليه الساحلية (شمال) المحاذية للحدود مع النيجرومالي، حيث شنت مجموعة من 20 مسلحاً ايضاً هجوماً اسفر عن مقتل شرطي ومدني. وكان «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي» دعا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي المسلمين في دول عدة بينها بوركينا فاسو إلى الجهاد، بعدما تبنى مع جماعتين أخريين في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) مسؤولية قتل 20 شخصاً بينهم 14 اجنبياً واحتجاز نحو 150 نزيلاً وعاملاً لساعات في فندق «راديسون بلو» في باماكو عاصمة مالي. وشكلت بوركينا فاسو «نقطة ارتكاز» لعمليات طرد القوات الفرنسية الجماعات الاسلامية من شمال مالي في 2013، ثم لاستكمالها مهمات ارساء الامن في هذا البلد، ما عرض هذا البلد لهجمات جهادية، بينها خطف كتيبة «المرابطون» مسؤول امن رومانياً في منجم في تامباو (شمال) في نيسان (ابريل) 2015. وأعقب ذلك توسيع اجهزة القنصلية الفرنسية في بوركينا فاسو نطاق «المنطقة الحمراء» التي يُنصح بعدم السفر اليها لتشمل قسماً كبيراً من البلاد، مع استثناء العاصمة واغادوغو. واحتاجت قوات الأمن الى 12 ساعة لإرداء 4 مهاجمين بينهم امرأتان ويُعتقد بأن بينهم عربياً وافريقيين، كما اعلن وزير الداخلية سيمون كومباوري الذي اشار الى تحرير اجمالي 126 شخصاً بينهم وزير العمل كليمان ساوادوو و33 جريحاً. وبدأ الاعتداء باقتحام المهاجمين فندق «سبلنديد» الفاخر الذي يضم 147 غرفة ليل الجمعة، ويرتاده موظفون من الأممالمتحدة وأجانب. وروى شاهد انه رأى اربعة مهاجمين «يعتمرون عمامة، وبدوا من العرب او البيض». وشنت قوات الأمن هجوماً اول بدعم من عسكريين فرنسيين يتمركزون في ضواحي واغادوغو في اطار عمليات مكافحة التنظيمات الاسلامية المتطرفة في منطقة الساحل، وآخرين أميركيين. وتحولت المنطقة المحيطة بالفندق الى ساحة معركة مع اندلاع نيران في سيارات وواجهة الفندق الذي زرع المهاجمون متفجرات في أدواره العليا. ثم تواصل الهجوم قبالة الفندق في مقهى «كابوتشينو» الذي شوهد نحو عشر جثث على شرفته، وفندق «يبي» المجاور حيث قتل المهاجم الرابع. وقال يانيك ساوادوغو، احد الناجين من الفندق: «اطلق المسلحون النار على الناس من مسافة قريبة، وأضرموا النار بعد خروجهم». وفي اجراء احترازي، أغلق مطار واغادوغو، وجرى تحويل رحلة الخطوط الفرنسية باريس - واغادوغو الى النيجر المجاورة. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) ان واشنطن قد تؤمن مراقبة بواسطة طائرات من دون طيار، علماً انها تنشر 75 عسكرياً في البلاد. وبعدما تفقد موقع الاعتداء، ندد الرئيس روش مارك كريستيان كابوريه المنتخب حديثاً بعد عملية انتقالية صعبة في البلد ذي الغالبية المسلمة، بعمل «جبان وخسيس» وفي بيان للإليزيه، وصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاعتداء بأنه «مقيت وجبان»، مؤكداً دعم بلاده القوات البوركينية والرئيس كابوريه.