تواجه إثيوبيا موجة جفاف هي الأسوأ منذ عقود، ما دفع بمنظمة «الغذاء والزراعة» التابعة للأمم المتحدة (فاو) لإطلاق دعوة اليوم (الجمعة)، لضخ 50 مليون دولار بشكل طارئ لمساعدة أديس أبابا على تخطي هذه الأزمة. وانخفض إنتاج الحبوب بنسبة 90 في المئة في بعض المناطق، وقضي على المحاصيل تماماً في شرق إثيوبيا نتيجة ظاهرة «ال نينيو» المناخية التي تسبب انخفاضاً كبيراً لمنسوب الأمطار في بعض مناطق العالم وفيضانات في مناطق أخرى. وقالت المنظمة التي تتخذ من روما مقراً لها، إن «الجفاف أهلك الثروة الحيوانية في اثيوبيا، ويهدد الموارد الغذائية لحوالى 10.2 مليون شخص»، منبهة إلى أن «إمكانية الحصول على المياه وعودة المراعي إلى طبيعتها ستزداد صعوبة بحلول الموسم الماطر في آذار (مارس) المقبل». وقال ممثل «فاو» أمادو اللهوري في إثيوبيا، إن «التوقعات لعام 2016 قاتمة جداً. سيكون الحصول على الطعام بشكل عام أكثر صعوبة إذا استمرت الأسعار في الارتفاع، واستُنفذت المؤن الغذائية وباتت الثروة الحيوانية أكثر ضعفاً وأقل انتاجاً قبل أن تنفق. وبعد أن وصل الاقتصاد الإثيوبي إلى حافة الانهيار نتيحة المجاعة عام 1984 يعتبر الآن واحداً من الأكثر نمواً في العالم، ما يؤهله للتعامل مع مثل هذه الأزمات بشكل أفضل. وعلى رغم انحسار دور الزراعة في الاقتصاد الإثيوبي، تقول منظمة «فاو» إنها «لا تزال توفر نصف الناتج المحلي الإجمالي، ويعمل بها أكثر من 80 في المئة من القوى العاملة». وتشمل خطة المنظمة توزيع البذار وعلف الحيوانات وتطعيمها، وتقديم حوالى 100 ألف من الخراف والماعز للمزارع المعرضة للخطر، وتوزيع المال على المزارعين تعويضاً عن ذبح الماشية الضعيفة وغير المنتجة، وستقوم أيضاً بدعم التجمعات السكانية المتضررة بالدعم، عبر برامج التوفير والقروض ومشاريع الري والتعليم. وتسبب ظاهرة «ال نينيو» التي تتسم بارتفاع حرارة سطح المياه في المحيط الهادئ بالجفاف والفيضانات في إثيوبيا. وتتوقع المنظمة أن تسبب الفيضانات أضراراً مهلكة للقطاع الزراعي الإثيوبي، بالإضافة إلى موجة جفاف.