طهران - أ ب، رويترز، أ ف ب - أوحت التصريحات التي أعقبت لقاء وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي نظيره النمسوي مايكل سبيندليغر والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في فيينا أمس، بأن الاجتماعين لم يحققا اختراقاً في شأن اقتراح تبادل الوقود النووي، يجنّب طهران التعرّض لعقوبات دولية إضافية. في غضون ذلك، اختتم «الحرس الثوري» الإيراني ب «نجاح باهر» أمس، مناورات «الرسول الأعظم -5» التي استمرت 4 أيام في مياه الخليج ومضيق هرمز، مشيراً إلى إطلاق 5 صواريخ كروز «دمرت هدفها». واعتبر رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) علاء الدين بروجردي أن المناورات «فتحت صفحة جديدة في قدرة إيران على الدفاع عن أمنها القومي». وقال إن المناورات حملت رسالتين: «الأولى إلى دول المنطقة ومفادها أن الاعتقاد بأن القوى الأجنبية قادرة على حفظ أمن المنطقة، خطأ كبير». أما الثانية فهي إلى «أميركا والكيان الصهيوني وبريطانيا كي تدرك أن لدى إيران قدرة كاملة للدفاع عن أمن المنطقة». أما الناطق باسم اللجنة كاظم جلالي فشدد على أن «إبرام معاهدة أمنية جماعية بين دول الشرق الأوسط وتلك المطلة على الخليج الفارسي، سيساعد في تعزيز التعاون في ما بينها». وفي فيينا، أشار وزير الخارجية النمسوي إلى أن متقي أطلعه على الاقتراحات التي قدمتها إيران في شأن تبادل الوقود النووي، والتي تضمنت «بعض المعلومات الجديدة التي يجب الآن درسها وتقويمها»، موضحاً انه سيعرضها اليوم على نظرائه في الاتحاد الأوروبي. وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع متقي: «ننتظر اقتراحات من الجانب الإيراني تعيد الثقة». وأضاف أن «القطار يتحرك في اتجاه فرض عقوبات، وأوضحت للوزير متقي أننا نتوقع من إيران أن تثبت استعدادها للتعاون. التحرك في اتجاه العقوبات يمكن وقفه، فقط إذا كان هناك تحرك حقيقي» تجريه طهران يبدد الشكوك حول برنامجها النووي. ولفت الوزير النمسوي الذي تشغل بلاده مقعداً غير دائم في مجلس الأمن، إلى انه تشاور هاتفياً مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون قبل لقائه متقي، موضحاً انه طرح خلال الاجتماع مسائل بحثها مع كلينتون. أما متقي فقال انه أجرى محادثات «ودية جداً» مع نظيره النمسوي، وحضّ فيينا على أن تكون «مستقلة» في مجلس الأمن. واعتبر أن «الحديث عن العقوبات ظالم». وأجرى متقي أيضاً محادثات مع أمانو تناولت «مسألة تزويد مفاعل طهران للبحوث (الطبية) بالوقود»، كما قالت الناطقة باسم الوكالة جيل تودور، مشيرة إلى أن الرجلين «تبادلا الآراء في شأن الطرق الممكنة لتحقيق ذلك». وأكدت أن «الاجتماع عُقد في مناخ عملي». وقال ديبلوماسي مقرب من الوكالة إن الأخيرة «لا تقوم بأي عملية تفاوضية. إنها تستمع إلى جميع الأطراف». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن امانو وصفه المحادثات بأنها «بناءة»، مستدركاً: «يجب عدم انتظار التوقيع على اتفاق اليوم». كما نقلت الوكالة عن متقي قوله: «أجرينا محادثات ودية وحميمة، لكن المحادثات الديبلوماسية تحتاج إلى وقت كي تصل إلى نتائج». وأكد أن «اقتراح تبادل الوقود لا يزال على الطاولة». ورحب المندوب الأميركي لدى الوكالة غلين ديفيز ب «الاجتماع بوصفه فرصة جيدة للوكالة كي تعبر عن مخاوفها لإيران مباشرة». جاء ذلك في وقت أعلنت الخارجية الروسية أن الوزير سيرغي لافروف وكلينتون «ناقشا بالتفصيل» الملف النووي الإيراني، في اتصال هاتفي بينهما. وجاء في بيان الوزارة أنهما «اتفقا على ضرورة اتخاذ مزيد من الخطوات على أساس من التوافق، مع الأخذ في الاعتبار آراء كل الدول الست» (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا). على صعيد الوضع الداخلي، أعلن المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة مهدي كروبي انه قدم طلباً إلى وزارة الداخلية للسماح بتنظيم تجمع لمناسبة الذكرى الأولى للانتخابات التي أجريت في 12 حزيران (يونيو) الماضي. وقال لمجلة «در شبيغل» الألمانية أن نجاد «كارثة بالنسبة إلى الشعب الإيراني». في الوقت ذاته، توجّه زعيم المعارضة مير حسين موسوي إلى قادة النظام قائلاً إن «السبيل الوحيد أمام إيران للخروج من الأزمة، هو أن تغيّروا نهجكم. ندعو الله أن تنتهي الأزمة في مصلحة الأمة». ونقل موقع «كلمة» الإلكتروني عن موسوي قوله: «لا تعتقدوا أن حركة الإصلاح لم تعد موجودة». أما مرشد الجمهورية علي خامنئي فرأى أن «الشعب تغلّب على أيدٍ مثيرة للفتنة». ودعا خلال لقائه قادة أمنيين، أجهزة الأمن إلى «التعامل بمحبة وطيبة مع المواطنين، وأن تقوم مثل جرّاح ماهر، باستئصال الغدة السرطانية من الجسم من دون تعربض الأعضاء للأذى».