جددت مقاتلات التحالف العربي أمس غاراتها ضد أهداف يسيطر عليها الحوثيون والمسلحون الموالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح في أنحاء متفرقة من البلاد. وكبدت قوات الجيش اليمني والمقاومة ميليشيات الحوثيين وصالح خسائر فادحة على جبهات متفرقة، في الجوف وتعز ومأرب ولحج وغيرها من المحافظات. وأدلى المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ بتصريحات أمس بعد انتهاء محادثاته في صنعاء مع ممثلي الحوثيين وحزب صالح أكد فيها أن الحوثيين أطلقوا سراح وزير التعليم الفني والمهني عبدالرزاق الأشول وأربعة ناشطين سياسين. وأكد أنه اطمأن شخصياً إلى صحة وزير الدفاع اللواء محمود الصبيحي وشقيق الرئيس هادي اللواء ناصر منصور والعميد فيصل رجب المعتقلين لدى الجماعة. وكان معلمان سعوديان هما سالم الغامدي وعبدالمرضي الشراري من بين من تم الافراج عنهم امس، بعد أن تم اختطافهما أثناء إيفادهما إلى جزر القمر منذ أكثر من ستة أشهر، وتم تسليمهما الى سلطات جيبوتي برفقة السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر تمهيداً لوصولهما إلى الرياض. وكشف ولد الشيخ أن الأممالمتحدة سترسل مسؤولاً إلى محافظة تعز لفك الحصار عنها، لكنه لم يشر إلى التوصل إلى اتفاق مع الانقلابيين في شأن موعد الجولة الجديدة من محادثات السلام التي كانت المنظمة أعلنت تأجيلها حتى إشعار آخر. وذكرت مصادر يمنية أن ولد الشيخ سيتوجه إلى العاصمة السعودية اليوم. وفي نيويورك، قال السفير اليمني في الأممالمتحدة خالد اليماني في رسالة الى مجلس الأمن إن الحوثيين تنصلوا من الالتزامات التي تم الاتفاق عليها في جولة المحادثات السابقة لا سيما لجهة عدم إطلاق المعتقلين، وتسهيل وصول المساعدات الى المناطق المحاصرة لا سيما تعز ووقف استهداف المدنيين. وشدد على ضرورة تطبيق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة. ميدانياً، أفاد مصدر عسكري في منطقة العند شمال لحج، أن مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية شنت ليل أول من أمس غارات على مواقع الحوثيين وقوات صالح في منطقة الشريجة. وقال ل «الحياة» إن إحدى الغارات دمرت مخزن أسلحة في جبال الشريجة وأدت الى مقتل عدد من الحوثيين وقوات صالح كانوا يحرسون المخزن. ويواصل رجال الجيش والمقاومة تقدمهم باتجاه سوق نجد قسيم في تعز. وقال مصدر في المقاومة إن ميليشيا الحوثي وصالح المتمركزة في الكدرة بدمنة خدير شرقي تعز قصفت قرى صبر بصاروخي «كاتيوشا»، إضافة إلى قصف أحياء ثعبات والدمغة والديم شرق المدينة ب 12 قذيفة دبابة. كما شن الحوثيون وقوات صالح هجوماً بمختلف أنواع الأسلحة على مواقع المقاومة والجيش في جبهة «المسراخ» في الضواحي الجنوبية لتعز. وفي محافظة مأرب، أحرزت أمس القوات المشتركة للمقاومة والجيش تقدماً جديداً في جبال «هيلان» في مديرية صرواح، وهي آخر معقل للحوثيين غربي مأرب، كما شن طيران التحالف غارات على مواقعهم أدت إلى قتل وجرح العشرات وتدمير عدد من مخازن الأسلحة والذخيرة. وسيطرت القوات المشتركة على مواقع جديدة للحوثيين وقوات صالح في مديرية نهم شمال شرقي صنعاء بالتزامن مع غارات كثيفة لطيران التحالف امتدت إلى جنوب العاصمة ومحافظات صعدة وتعز وعمران. وطاول قصف التحالف أمس منزلاً ومزرعة للواء علي صالح الأحمر وهو الأخ غير الشقيق لصالح، في منطقة دار سلم جنوبيصنعاء، وجددت المقاتلات استهداف معسكر «النهدين» المطل على القصر الرئاسي حيث يرجح أنها دمرت منصات إطلاق صواريخ، كما ضربت موقعاً للحوثيين في منطقة جدر شمال العاصمة وأهدافاً أخرى في مديرية حوث التابعة لمحافظة عمران. على صعيد منفصل، تواصل أمس مسلسل الحوادث الأمنية في عدن وأفاد شهود ومصدر أمني بأن مسلحين مجهولين هاجموا دورية للشرطة في منطقة «إنماء السكنية» ما أدى إلى مقتل جنديين وجرح اثنين آخرين واحتراق الدورية التي تقلهم. من جهة أخرى، ذكر بيان صدر عن رئاسة الجمهورية المصرية، أن مجلس الدفاع الوطني وافق في اجتماع عقده أمس برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي وبحضور رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء ووزراء الدفاع والمالية والداخلية، وكبار القادة العسكريين على تمديد مشاركة العناصر اللازمة من القوات المسلحة المصرية في المهمة القتالية في منطقة الخليج العربي والبحر الأحمر وباب المندب، وذلك لعام إضافي أو حتى انتهاء مهمتها القتالية.