أصبح طبق السوشي من أهم الأطباق التي تعمر بها الموائد، وساهم تزايد الاهتمام بثقافة الشرق الأقصى في إقبال الناس عليه، خصوصاً في الغرب الذي غدا أهله شغوفين به، فانتشرت مطاعمه في أحياء المدن الكبرى. والسوشي ليس أكلة حديثة كما يخيَّل للبعض، بل تعود جذوره الى أكثر من ألفي سنة، إذ كان الصينيون يستعملون خلطة من السمك والأرز من أجل حفظ الأغذية ليتحوّل بعد ذلك الى نوع من الطعام الذي تطوّر على مر الزمن. فالسوشي الذي نراه اليوم ابتكره في القرن التاسع عشر، الياباني يوهي هاناكي الذي كان يملك كشكاً لبيع الأطعمة. هل للسوشي فوائد صحية؟ فلندقّق في مكوّنات هذا الطبق لنتعرف على فوائده: - يتألف السوشي من الأرز الغني بالمواد الكربوهيدراتية التي تمد الجسم بالطاقة الضرورية لقيام الخلايا بوظائفها الحيوية، إضافة الى معدن الفوسفور والفيتامين ب1. ويعتبر الأرز المصدر الرئيس للسعرات الحرارية في السوشي، لذا يفضَّل اختيار الأرز الأسمر لأنه أفقر بالطاقة، وأغنى بالفيتامينات والمعادن والألياف. - يشكّل السمك مكوناً أساسياً في السوشي، ما يضمن للجسم الحصول على كمية جيدة من البروتينات العالية الجودة، التي تزوّد الجسم بجميع الأحماض الأمينية الأساسية وغير الأساسية. وتعتبر البروتينات من أهم العناصر المهمة للجسم لأنها تقوم بوظائف كثيرة، أشهرها بناء الجلد والعضلات والعظام والأنسجة الأخرى. ولا يستطيع الجسم تخزين البروتينات، لهذا لا مفر له من الحصول عليها يومياً من طريق الطعام. ويمتاز السمك بغناه بالأحماض الدهنية أوميغا- 3 التي تخفض الكوليسترول السيئ وتحمي من الأمراض القلبية والدماغية الوعائية. - يمكن أن نجد في بعض أنواع السوشي أوراق طحالب بحرية تشتهر بغناها بمضادات الأكسدة، ومادة اليود المهمة جداً لعمل الغدة الدرقية، الى جانب بعض المعادن المهمة، مثل الحديد المضاد لفقر الدم، والكلس المضاد لهشاشة العظم، والمغنيزيوم المضاد للتعب والإرهاق. - يدخل في السوشي بعض التوابل التي تمد الجسم بمركبات مختلفة، أهمها مضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب. - تضاف الى السوشي مادة الخل التي ثبت علمياً أنها تملك فوائد جمة، أهمها أنها تقلل من نسبة الشحوم في الدم وتمنع الإصابة بمرض تصلّب الشرايين، وتساعد على الهضم لأنها تحتوي على عدد من الأحماض العضوية اللازمة للتمثيل الغذائي. ويؤكد العلماء أن طبق السوشي هو الذي يقف وراء صحة اليابانيين الجيدة، لأنه غذاء متوازن وصحي. أيضاً، فإن اليابانيين هم أقل الشعوب إصابة بالأمراض القلبية الوعائية وأقلهم إصابة بالبدانة، وليس خفياً أن السر يعود الى السوشي. وهناك دراسات تفيد بأن نسبة الإصابة بالسرطان عند المدخنين اليابانيين هي أقل بمعدل 60 في المئة أسوة بغيرهم من المدخنين، وعزا الباحثون ذلك الى كثرة استهلاك أهل اليابان السمك، خصوصاً السوشي. لكن فوائد السوشي لا تعني إعطاء الضوء الأخضر لاستهلاكه من دون حساب، فهناك بعض الأخطار، مثل الإصابة بالدودة الشريطية لأنه ما دام سمك السوشي يؤكل نيئاً فإن هناك احتمالات للإصابة بالتسمّم، لأنه ثبت علمياً أن أسماك السلمون والتونة المستعملة في السوشي تحتوي على تراكيز عالية من المعادن الثقيلة.