الكشري أكلة شعبية مصرية شهيرة، تتألف من مزيج من الرز والعدس، مدعومة بصلصة البندورة والبصل المقلي. وأول من ذكر الكشري ابن بطوطة في كتابه «تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار». ويقال إن كلمة كشري أتت من اللغة السنسكريتية التي تعني الرز مع أشياء أخرى. والكشري وجبة جيدة لما تحتويه من أغذية ذات أهمية كبيرة للجسم، فهي تضم العدس الذي أكدت البحوث الطبية أن تناوله كغذاء بديل للحوم، يؤمن للشخص نسبة عالية من المواد البروتينية إلى جانب الألياف الغذائية، والمواد الدهنية التي لا تتجاوز نسبتها واحداً في المئة من وزن العدس. ويفيد العدس في خفض معدل الكوليسترول في الدم، وفي إبعاد أمراض القلب والضغط المرتفع، وفي ضبط مستوى السكر فى الدم. كما يحتوي العدس على حامض الفوليك المفيد جداً للحوامل، إذ يحمي الجنين من خطر التشوهات الخلقية. والعدس غني بالحديد المضاد لفقر الدم. أما الغذاء الثاني في الكشري فهو الرز الذي يحتوي على بروتينات قليلة، لكن الأخيرة تمتاز بأنها غنية بالأحماض الأمينية الكبريتية التي يفتقر إليها العدس. كما يمد الرز الجسم بالنشويات التي تعتبر مصدراً جيداً للطاقة، وعنصر السيلينيوم الذي يقوّي الجهاز المناعي ويحمي من الأمراض المعدية، إضافة إلى فيتامينات المجموعة ب المهمة لإنجاز العمليات الاستقلابية ووظيفة الجهاز العصبي. وإذا وقع الاختيار على الرز الأسمر، فيكون هذا عين الصواب، لأنه يزخر بالمعادن والفيتامينات والألياف التي تساعد الجهاز الهضمي على أداء مهماته بكفاءة عالية. ويشتهر الرز البني بغناه بمضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الكيماوية الحرة التي تبذل جهدها للنيل من المادة الوراثية وتعريضها للتلف، ما يساهم في خفض احتمال الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية والسرطانية. أما صلصة البندورة فحدّث ولا حرج، فهي تزود الجسم بصباغ الليكوبين الذي يحمي من حروق الشمس، ومن السرطانات، ومن الأمراض القلبية الوعائية. وكثيراً ما يعيد خبراء التغذية سر طول العمر وصحة القلب في منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى صلصة البندورة التي تعج بمضادات الأكسدة. وتشير البحوث التي توصل إليها خبراء إيطاليون إلى أن صلصة البندورة يمكن أن تقي وتحمي من الأضرار التي تسببها الوجبات والأطعمة الغنية بالدهون، مثل تصلب الشرايين والأزمات القلبية والدماغية الوعائية. ووجد البحاثة أن تناول 80 غراماً من الصلصة يفي بالغرض المطلوب. وكي تصبح وجبة الكشري كاملة، لا بد من تزيينها بالبصل المحمر، الذي لا يضفي عليها نكهة مميزة وحسب، بل يحمل معه سلة من الفوائد من أهمها ما أسفرت عنه التجارب التي أُجريت على البصل في كلية فيكتوريا وجامعة نيوكاسل في بريطانيا والتي تؤكد أن أكل البصل طازجاً او مطهواً بالزيت أو بالسمن أو مشوياً، يقلل من نسبة الإصابة بالجلطات الدموية المسؤولة عن الكثير من الأزمات القلبية والدماغية القاتلة. أيضاً، أثبتت الدراسات العلمية أن البصل يحتوي على مادة الغلوكاغون الشبيه بهورمون الأنسولين الذي ينظم مستوى السكر في الدم. ويملك البصل قدرة فائقة على طرد البلغم من الشعب الهوائية التي تسبب ضيق التنفس. كما ينفع في علاج نقص الشهية على الطعام. في المختصر، الكشري وجبة رخيصة ومفيدة تؤمن للجسم نسبة جيدة من البروتينات والنشويات والمعادن والفيتامينات والألياف الغذائية، وإذا ما أضيف إليها القليل من الدسم غير المشبع وطبق من السلطة، تصبح الوجبة مستوفيةً شروط التغذية الصحية.