تعرضت محطات الطاقة الكهربائية في أوكرانيا ليلة 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لهجوم إلكتروني هو الأول من نوعه، تسبب في انقطاع الكهرباء عن مئات الآلاف من المنازل. وقالت شبكة «تي أس أن» الأوكرانية الإخبارية، إن برمجيات خبيثة أُدرجت في نظام الحاسوب في ثلاثة مواقع إقليمية لإنتاج الكهرباء، تسببت في انقطاع التيار عن أكثر من نصف منازل منطقة إيفانو فرانكفسك غرب البلاد. وكشف باحثون في شركة «آيسايت» للأمن ومكافحة التجسس الإلكتروني، أنهم حصلوا على عينات لتلك البرمجيات، وقال رئيس الشركة جون هولتكويست، لموقع «أي آر أس» الخاص بأخبار التكنولوجيا، إن «الهجوم غير عادي... رأينا في الماضي كثيراً من الهجمات بهذا النوع من البرمجيات على مؤسسات مختلفة، لكن هذه هي المرة الأولى التي يُستهدف التيار الكهربائي». ويرى باحثون من شركة «إست» لمكافحة الفيروسات، أن المحطات تعرضت لفيروس «بلاك إنرجي» (الطاقة السوداء) القادر على تعطيل أجهزة الحاسوب في شكل كامل. وتم اكتشاف هذا الفيروس في العام 2007، وتمكن القراصنة من تطويره قبل عامين ليصبح قادراً على تدمير أجزاء القرص الصلب في الأجهزة أو ما يُعرف بخاصية «كيل ديسك»، إضافة إلى أنه يمكّن القراصنة من اقتحام الجهاز المصاب متى يشاؤون، وهي خاصية هجومية أطلق عليها اسم «سكيور شل يوتيليتي» (SSH). وبعد الهجوم، وجّه جهاز أمن الدولة في أوكرانيا أصابع الاتهام إلى روسيا، وشكلت وزارة الطاقة في كييف لجنة للتحقيق في الأمر. وكانت جهات أوكرانية رسمية أعلنت تعرض مؤسسات إعلامية محلية لفيروس «بلاك إنرجي» العام الماضي، ما أدى إلى فقدان كثير من المعلومات والفيديوات. وفي العام 2014، تعرضت مؤسسات أوكرانية وبولندية وأخرى تابعة ل «حلف شمال الأطلسي» (ناتو)، لهجوم بالفيروس ذاته، واعتُقد حينها أن مجموعة قراصنة مرتبطة بروسيا تُدعى «ساندورم» من يقف وراء الهجوم. وقالت شركة «إيست»، أنه في حال تم إثبات أن الفيروس ذاته سبب انقطاع الكهرباء، فهذا يدق ناقوس الخطر حول إمكان فيروس إلكتروني صغير من تهديد حياة ملايين البشر عبر قطع التيار الكهربائي عن مؤسسات حيوية، مثل المستشفيات والمؤسسات العسكرية.