أعلن صندوق تقاعد أميركي سحب استثماراته من شركات إسرائيلية تتعاطى مع المستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة، فيما اتهمت إسرائيل وزيرة خارجية السويد مارغوت وولستروم ب «معاداة الساميّة». وأعلن الصندوق الأميركي للتقاعد، الذي يسيطر على ممتلكات بقيمة تتعدى 20 بليون دولار ويتبع لأحد أهم التيارات المركزية المتشددة في الكنيسة البروتستانتية الذي يضم سبعة ملايين أميركي، سحب استثماراته من عدد من الشركات الاقتصادية الإسرائيلية، منها خمسة مصارف كبيرة احتجاجاً على «عدم احترام حقوق الإنسان». وعزت مصادر إسرائيلية قرار الصندوق ضد المصارف الإسرائيلية إلى قيام الأخيرة بتمويل البناء في مستوطنات في الضفة الغربية. كما شمل سحب الاستثمار شركة «ألبيت» للصناعات العسكرية على خلفية استخدام منتجاتها في المستوطنات، وشركة بناء وإسكان كبرى على خلفية مشاريع البناء التي تقوم بها في المستوطنات. وأشارت الصحف العبرية إلى أن خطوة الصندوق الأميركي ليست عادية، وأنها المرة الأولى التي تقوم بها هيئة اقتصادية كبيرة بفرض عقوبات على شركات إسرائيلية تتعامل مع مستوطنات في الضفة الغربيةالمحتلة. وكانت شركة نروجية كبيرة أعلنت الصيف الماضي وقف استثماراتها في شركات إسرائيلية تنشط في مستوطنات الضفة الغربية. إلى ذلك، أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بياناً صنّفت فيه تصريحات وزيرة خارجية السويد بوجوب التحقيق في ما إذا كانت إسرائيل ترتكب جرائم حرب بإعدامها الفلسطينيين الذين يقومون بهجمات بالسكين من دون محاكمة، ضمن «معاداة الساميّة» وأعلنت أنها لن تستقبل وزراء أو نواب وزراء من السويد يرغبون بزيارتها. واعتبرت الوزارة فيه تصريحات وولستروم «عديمة المسؤولية وواهمة، وأنها «تشكل دعماً قوياً للإرهاب وتشجع على العنف». واعتبرت نائب وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي حوتوفيلي أن هذه التصريحات «توفر الأرضية لتنظيم مثل داعش لينشط في بروكسيل وباريس وغيرها». وتابعت أن تصريح الوزيرة «يدل على حماقة وغباء سياسيين. وعليه تعلن إسرائيل غلق أبوابها أمام زيارات مسؤولين من السويد». واستذكرت الإذاعة العبرية أن إسرائيل كانت أبلغت وزيرة خارجية السويد قبل عام أنه في حال قررت زيارتها فإنها لن تجد مسؤولاً إسرائيلياً في استقبالها أو لقائها. وقال الوزير يوفال شطاينتس أن الوزيرة السويدية هي «معادِية للسامية سواء عن إدراك أو بلا وعي عبر مطالبتها بإجراء تحقيق ضد إسرائيل فقط حول إعدامها فلسطينيين بلا محاكمة». وأضاف في حديث للإذاعة العبرية إن دولاً أخرى مثل الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا تقتل إرهابيين لكنّ أحداً لا يقترح ما تقترحه وزيرة خارجية السويد بالشروع في التحقيق ضد هذه الدول. وتابع أن السويد تعتبر «بطلة أوروبا بعدد المجندين من مواطنيها في تنظيم داعش». وتساءل وزير العلوم اوفير أكونيس «كيف يمكن لسيدة تكره في شكل سافر إسرائيل أن تُنتَخَب وما زالت لمنصب وزيرة الخارجية». وطالب النائب دافيد بيتان من «ليكود» رئيس الكنيست يولي ادلشتاين بحل رابطة الصداقة البرلمانية بين إسرائيل والسويد احتجاجاً على تصريحات الوزيرة. وندد زعيم المعارضة اسحاق هرتسوغ بأقوال الوزيرة السويدية واعتبرها «سنداً للإرهاب» مضيفاً أن مثل هذه التصريحات «تبعد فرص الانفصال بين إسرائيل والفلسطينيين». ورفضت زميلته في «المعسكر الصهيوني» تسيبي ليفني المساواة التي أجرتها الوزيرة بين الإرهابيين وبين نشاط قوى الأمن الإسرائيلية، فلإسرائيل جيش أخلاقي وجهاز قضائي قوي وعليه لا يمكننا أن نقبل بتدخل السويد أو غيرها بإجراءاتنا الداخلية». وشن وزير الخارجية السابق أفيغدور ليبرمان هجوماً عنيفاً على وزيرة خارجية السويد وقال إنه «لم يتبقَّ أمامها سوى الانضمام فعلياً للمخربين الفلسطينيين وطعن اليهود».