بدأت شركة «نتفليكس» الأميركية لبث البرامج التلفزيونية والأفلام عبر الإنترنت، الخميس الماضي، بث خدمتها عبر الإنترنت في 130 دولة أخرى شاملة الدول العربية ما عدا سورية، بسبب التزام الشركات الأميركية بالعقوبات التي فرضتها الحكومة الأميركية على البلاد، وقابل العرب هذا الخبر بردود أفعال معظمها متحمسة على مواقع التواصل الاجتماعي. وتداول النشطاء الخبر، مٌطلقين وسم «نتفليكس الشرق الأوسط» على مواقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك» و«تويتر» و«انستغرام»، ومنهم من أطلق وسماً مصحوباً باسم بلده، مبدين اعجابهم بوصول الخدمة إلى بلدانهم، فيما رأى قلّة أنها لاتقدمُ جديداً يذكر. وأبدى العديد منهم استعدادهم للإدمان على مشاهدة أشهر الأفلام والمسلسلات في العالم، واصفين مسبقاً بأنّ حياتهم ستتغيّر إلى الأبد، فيما تخوف البعض من بطء الإنترنت في عدد كبير من الدول العربية. وغرد الممثل الكوميدي السعودي فهد البتيري، «تجربة نتفليكس الإنتاجية مع سلسلتها بيت من ورق وغيرها، ناجحة بجميع المقاييس، ولا شيء يمنع تكرار هذه النجاحات في الشرق الأوسط»، مضيفاً «وصول نتفليكس إلى الشرق الأوسط له تبعات ستغير الإنتاج المرئي كلياً في المنطقة، أتوقع أنهم سيستقطبون صناع المحتوى قريباً جداً». وكتب محمد باحمدين، «نتفليكس سوف تغير قواعد اللعبة في الشرق الأوسط»، وفي تغريدة ل سعد الصفيان، «كثير من الحسابات الرسمية لمسلسلات موجودة على نتفليكس غردت بترحيب المستخدمين في الشرق الأوسط». وقال مستخدم باسم عمر الأول، «بداية بث نتفليكس في الشرق الأوسط من أجمل الاخبار التي سمعناها منذ فترة»، وغرد ثانٍ، «نتفليكس أصبحت موجودة بجميع دول الشرق الأوسط .. هرمنا من أجل هذه اللحظة»، وفي تغريدة طريفة قال أحدهم، «لايوجد سبب لأغادر السرير مدة أسبوع.. نتفليكس هنا». وقامت الشركة بالإعلان خلال فاعليات «معرض الإلكترونيات الإستهلاكية» (سي إي إس 2016) في لاس فيغاس، وبتقديم دعم اللغة العربية، ووعدت بالمزيد من المحتوى المحلي للخدمة، الأمر الذي قد يسمح بتواجد أفلام ومسلسلات عربية قريباً. وتُمكّن الخدمة مشتركيها من البث الحي للأفلام والبرامج التلفزيونية عبر الإنترنت على الطلب لقاء رسوم شهرية، وبهذا التوسع الهائل، تصبح الخدمة متوفّرة في أكثر من 190 دولة حول العالم. غير أنّها لن تكون متوفّرة في الصين، صاحبة أكبر كثافية سكّانية في العالم. الحال نفسه ينطبق على كوريا الشمالية والكرملين. وتقول الشركة إنّ لديها 70 مليون مشترك حول العالم. وإلى جانب الزيادة العربية، أضافت الشركة اللغة الكورية والصينية، مارفع عدد الجهات المتوفّرة للمستخدمين إلى 17 جهة. يُذكر، أن كثيرين سبقوا «نتفليكس» في محاولة صنع تلفزة الإنترنت، لعل أوّلها محاولة شركة «مايكروسوفت» العملاقة تقليد البثّ المباشر للتلفزة عبر تغطية دورة الألعاب الأولمبيّة بأتلانتا في العام 1996، أي قبل ظهور الشركة بعام، وكذلك صُنِعت مسلسلات شبكيّة ك «أزواج» وهو مستمر منذ العام 2011. وعلى رغم كون موقع «يوتيوب» أرشيفاً شبكيّاً للتلفزة، إضافة إلى أشياء أخرى لا تحصى، لكنه لم يصنع فنّاً بصريّاً خاصاً للشبكة العنكبوتيّة كما صنعت «نتفليكس» وحفزت كثير من الشباب العرب على صنع مسلسلات مخصّصة للإنترنت، مع ملاحظة أنهم عرضوها غالباً عبر «يوتيوب» وروّجوا لها عبر المواقع الاجتماعية، خصوصاً «تويتر»، ويعطي هذا الأمر ملمحاً عن التشابك في صورة الفن البصري على شبكة الإنترنت. وحصدت «نتفليكس» جوائز رفيعة في مسابقات التلفزيون الأميركية، إذ نجحت ثلاثة من مسلسلاتها في المنافسة على ستة فئات في جوائز «غولدن غلوب» 2015، وفي سجّلها فاز النجم السينمائي كيفن سبيسي بجائزة أفضل ممثل ب«غولدن غلوب» 2013 عن دوره في مسلسل «بيت من ورق» الذي أنتجنه القناة، وحقق شهرة واسعة عالميّاً. كما فازت الشركة بأربعة من جوائز «آيمي» التلفزيونيّة في أيلول (سبتمبر) العام 2014.