يريفان - أ ف ب، رويترز – أحيا آلاف من الارمن تقدمهم الرئيس الارميني سيرج سركيسيان أمس، الذكرى الخامسة والتسعين لمذبحة الارمن في عهد الامبراطورية العثمانية، وسبقها ليلاً مسيرة المشاعل والشموع التي توجهت الى تلة يريفان حيث شيد نصب تذكاري للترحم على ضحايا المذبحة التي يعتبرها الارمن جريمة «ابادة» تعرض لها اسلافهم ويدعون انقرة والمجتمع الدولي الى الاعتراف بها. وأحرق المتظاهرون خلال المسيرة الليلية العلم التركي وصور الرئيس التركي عبدالله غل ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، فيما رفعوا اعلام الدول التي اقرت «الابادة» مثل كندا وفرنسا وبولندا وسويسرا، مرددين «اعترفوا! اعترفوا!»، علماً ان الارمن يقولون ان «الابادة» اسفرت عن مقتل اكثر من مليون ونصف قتيل منهم، بينما لا تعترف تركيا الا بمقتل بين 300 و500 الف ارميني تزعم انهم لم يسقطوا في حملة تصفية بل في فوضى سادت السنوات الاخيرة لعهد الامبراطورية العثمانية. وجاءت الذكرى الحالية بعد يومين على تعليق ارمينيا «حتى اشعار آخر» المصادقة على بروتوكولين تاريخيين لتطبيع العلاقات مع تركيا التي اتهمتها بالسعي الى فرض «شروط مسبقة» قبل وضع المصالحة بين البلدين قيد التنفيذ بعد قرن من العداوة. وفيما تشمل «الشروط المسبقة» لتركيا ايجاد حل سلمي لاقليم ناغورني قره باخ ذات الغالبية الارمنية في اذربيجان والذي يخضع لسلطة يريفان حالياً، حذر الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف من أن ارمينيا لن تحقق شيئاً في المنطقة اذا لم تحقق السلام في الاقليم، مؤكدة استعداد الجيش الاذربيجاني «لضرب أي هدف» من اجل استعادة الإقليم. ودأبت اذربيجان التي تضخمت موازنتها العسكرية بأموال النفط على التهديد باستعادة الإقليم الجبلي المتنازع عليه بالقوة. لكن الخطاب ازداد حدة بعدما تحسنت العلاقات بين تركيا وارمينيا العام الماضي، فيما واجهت العلاقات الجيدة تقليدياً لأذربيجان مع الولاياتالمتحدة ضغوطاً بسبب دعم واشنطن التقارب بين الجارتين. ورد وزير الدفاع الارميني سيران اوهانيان على تهديدات اذربيجان بأن يريفان تريد حل القضية سلمياً، لكن اذا حاولت اذربيجان استخدام القوة ضدنا فستواجه اذربيجان وضعاً مزرياً للغاية، يزيده واقع دفاعنا عن بلادنا».