نقلت "وكالة فارس" الإيرانية للأنباء أمس (الاثنين) عن مصدر مطلع تأكيده أن إيران أزالت قلب مفاعل أراك النووي الذي يعمل بالماء الثقيل وملأته بالأسمنت كما يقضي الاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية الست العام الماضي. وتعد هذه الخطوة التي تقلص قدرة المفاعل على إنتاج البلوتونيوم، أحدى الخطوات النهائية التي يتعين على إيران القيام بها لتنفيذ الاتفاق النووي المعروف باسم "خطة العمل المشترك الشاملة"، ما قد يمهد الطريق أمام رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد. وقال الناطق باسم "هيئة الطاقة الذرية" الإيرانية بهروز كمالوندي في مقابلة أجرتها معه صحيفة "اعتماد" الإيرانية ونُشرت أمس إن "إيران أوفت بتعهداتها بموجب اتفاق يوليو النووي قبل الوقت المتوقع"، مضيفاً أن "تنفيذ خطة العمل المشترك الشاملة سيكتمل في الأيام السبعة المقبلة". من جهته، أعرب الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة بثها التلفزيون على الهواء مباشرة أمس عن تفاؤله "برفع العقوبات المفروضة على إيران خلال الأيام القليلة المقبلة". وفي الأسبوع الماضي قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري: "إننا على بعد أيام من التنفيذ إذا سارت كل الأمور بشكل جيد". وأشارت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني إلى أن العقوبات التي يفرضها الاتحاد على إيران بسبب البرنامج النووي، قد ترفع "قريباً". وأضافت موغيريني خلال زيارة إلى براغ أنه "يمكنني أن أقول لكم إن توقعي هو أن هذا اليوم قد يأتي قريبا"، لافتة إلى ان "تنفيذ الاتفاقات يمضي بشكل جيد". وكان مصير المفاعل الواقع في وسط إيران، من بين النقاط الشائكة في المفاوضات النووية الطويلة التي انتهت بالتوصل إلى اتفاق في تموز (يوليو) الماضي بين إيران والقوى الست، إذ وافقت إيران على إعادة برمجة مفاعل "أراك" للماء الثقيل حتى لا يمكنه انتاج البلوتونيوم الانشطاري الذي يمكن استخدامه في صنع قنبلة نووية. ووافقت الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا وألمانيا على المشاركة في إعادة تصميم وبناء المفاعل. وقالت طهران إن الهدف من المفاعل الذي يعمل بقدرة 40 ميغاوات، هو إنتاج النظائر الطبية التي تستخدم في علاج السرطان وغيره من العلاجات الطبية، نافية في الوقت نفسه أن يكون الهدف من انشطتها النووية إنتاج أسلحة.