يواجه مهرجان الورد الطائفي خطراً محدقاً بنسف سمعته، وتهديداً بابتعاده عن الصورة الذهنية التي عرفت عنه مسبقاً، إذا لم يتخل المشاركون فيه عن استخدام أسلوب التحايل على نوعية الورد «والضحك» على مرتادي المهرجان بورود «سوقية»، وعلى رغم أن المشاركين حاولوا تبرير (ما قاموا به على غير العادة هذه المرة) بأسباب عدة (منها ما هو منطقي ومنها ما هو غير ذلك) لكن النهاية دائماً تكون بالعبرة ويبقى الورد وتبقى نوعيته هي مربط الفرس، إذ لا يقبل الجمهور بعرض ورد يظنه «طائفياً» قبل أن يفاجأ بأنه «مغشوش»!. أحد رجال الأعمال بالمحافظة التي تحتضن حالياً فعاليات المهرجان وأحد ملاك مزارع الورد الطائفي أبدى غضبه ووجه اتهامات صريحة لمنظمي المهرجان «الجارية فعالياته هذه الأيام بالطائف» بالبعد عن الواقع، وقال محمد بن زيد القرشي ل «الحياة»: إن الورود المعروضة ليست من إنتاج مزارع الطائف، بل تم جلبها من الأسواق، وإن القائمين على عرضها لا يمتلكون مزارع ولا مصانع خاصة بإنتاج وصناعة مستخلصات الورد، إلى جانب افتقادهم الثقافة في هذا الجانب، ما أعاق إثراء معلومات الزوار تجاه الورد الطائفي الحقيقي. وعزا القرشي هذا التصرف إلى امتناع المزارعين عن المشاركة عقب نقل مهرجان الورد من موقعه السابق في حديقة الملك فهد الواقعة على طريق الهدا إلى حديقة «لونابارك» الواقعة ضمن النطاق العمراني ما دفع المنظمين إلى الاستعانة بأيد وجهات غير متخصصة لإكمال الفراغ وردم الفجوة أمام أعين الزوار. من جهته، أشار أحد ملاك المزارع الممتنعة عن المشاركة في فعاليات المهرجان ومالك أكبر مصنع للورد الطائفي «الحقيقي» محيسن القرشي بأصابع الاتهام المباشرة فيما حدث، إلى الجهات المنظمة للمهرجان، وقال ل «الحياة»: «إن المنظمين شرعوا في البداية إلى رفع أسعار الإيجار في الموقع ما أدى إلى امتناع بعض المزارع عن المشاركة، وعند شعورهم بالإشكالية انحدرت الأسعار إلى أن وصلت إلى إمكان العرض مجانا، ما أوجد لدى شركات غير متخصصة الفرصة في عرض منتجات مقلدة للورد الطائفي ما سينعكس سلباً على جودته وسمعته». بدوره، أكد المدير العام لمهرجان الورد الطائفي رئيس اللجنة السياحية في غرفة الطائف لؤي قنيطة ل «الحياة» أن المشاركين تم اختيارهم بعناية فائقة من قبل مديرية الزراعة ويعدون من كبار تجار الورد وملاك المحال المتخصصة في محافظة الطائف، لافتاً إلى أن حجم المبيعات والزوار ارتفع بشكل ملحوظ عن الموقع السابق معتبراً هذه النجاحات إلجاماً للاتهامات المصطنعة الهادفة إلى إثارة البلبلة وتأليب الرأي العام. وقال أحد ملاك مزارع الورد المشاركة ضمن فعاليات المهرجان عايش الطلحي ل «الحياة»: «نحن أسرة توارثت زراعة الورد أباً عن جد ونقوم بعرض الورد الخام ودهن وماء الورد إلى جانب المشاركين الآخرين باعتبارنا فريقاً واحداً، لافتاً إلى أن الورد الدخيل يسهل اكتشافه». وأكد أن جودة الورد الطائفي عالية، مشيراً إلى وجود اختلاف في المنتج بحسب جغرافية المنطقة ومستوى الارتفاع والخفض عن مستوى سطح البحر.