في الذكرى الأولى للهجوم الإرهابي الذي استهدف صحيفة «شارلي ايبدو» وأسفر عن 12 قتيلاً، أردت الشرطة الفرنسية رجلاً تزود سكيناً وسترة ناسفة مزيفة خلال محاولته اقتحام مركز للشرطة في حي غوت دور الشعبي شمال باريس. وفي 20 كانون الاول (ديسمبر) ، دخل رجل في العشرين من العمر مركزاً للشرطة في جويه لي تور (وسط)، وجرح بسكين ثلاثة شرطيين حين كان يهتف «الله أكبر»، قبل أن يُقتل. وقال الناطق باسم وزارة الداخلية بيار هنري برانديه: «حاول الرجل الاعتداء على شرطي هاتفاً الله أكبر عند مدخل المركز فرد رجال الأمن بإطلاق النار وقتلوه»، ثم أوضح محققون ان الرجل وضع تحت معطفه محفظة يخرج منها سلك، لكنها كانت «وهمية» و «لا تحتوي على متفجرات». وخلال العملية، أمر رجال الشرطة المارة بالاحتماء في المتاجر الموجودة في الشارع، والتي أسدلت ستائرها الحديد. وأقفلت أبواب حضانة قريبة ومنع الاطفال من الخروج منها. وجاء الهجوم بعد إعلان الرئيس فرنسوا هولاند خلال مشاركته في تكريم لرجال الأمن بحلول العام الجديد أن «الارهاب ما زال يشكل تهديداً مخيفاً في بلادنا». واعتبر ان كل اعتداء على شرطي ودركي ورجل اطفاء «ليس جنحة فقط بل اعتداء على الجمهورية». إلى ذلك، دعا الرئيس الفرنسي إلى «تنسيق تام» بين مختلف أجهزة الأمن في مواجهة تهديد الجهاديين الذين قتلوا ايضاً 130 شخصاً في اعتداءات استهدفت مواقع مختلفة في باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر). ويقول مقربون من هولاند انه طلب إعداد مشروع قانون لتشديد القانون الجزائي لمحاربة «الجريمة المنظمة» و «الارهاب» بمزيد من القوة. وبين ابرز إجراءات مشروع القانون الذي سيناقشه مجلس الوزراء في شباط (فبراير) تخفيف قواعد التدخل المسلح للشرطيين، وتوسيع امكانات البحث والتحري وعمليات الدهم الليلية. على صعيد آخر، حُكِم على الفرنسي سليم بن غانم غيابياً بالسجن 15 سنة بتهمة تجنيد جهاديين لتنظيم «داعش»، وكذلك 6 متهمين آخرين بالسجن بين 6 و9 سنوات. وصدرت مذكرة توقيف في حق بن غانم (35 سنة)، المدرج على اللائحة السوداء في الولاياتالمتحدة والذي يوجد منذ 2013 في سورية. وكان بن غانم على صلة بمجموعة إسلاميين في باريس بعد إطلاقه عام 2010. والتقى يومها الشقيقين سعيد وشريف كواشي اللذين نفذا الاعتداء على صحيفة «شارلي ايبدو»، إضافة إلى احمدي كوليبالي الذي هاجم متجراً يهودياً في 9 كانون الثاني (يناير) 2015. وفي شريط فيديو دعائي بث في شباط (فبراير) 2015، توعد بن غانم فرنسا داعياً خلايا نائمة إلى حمل السلاح ضد المواطنين الفرنسيين. ويشتبه في أن بن غانم انضم إلى مجموعة اعتقلت اربعة صحافيين فرنسيين احتجزوا في سوريا طوال عشرة اشهر بين 2013 و2014. وضمت المجموعة ايضاً مهدي نموش الذي هاجم المتحف اليهودي في بروكسيل عام 2014.