يقوم العرس الموريتاني على أساس ثقافة تقليدية محافظة تتضمن مراحله بعض العادات التي يعتبرها البعض غريبة، خصوصاً ما يعرف ب"الترواح" (الزفة) و"الترواغ" (إخفاء العروس عن العريس)، وهو ما يطلق على إخفاء العروس وجهها عن الحضور بملاية سوداء خلال الحفلة الرسمية والأيام الأولى من الزواج، تعبيراً عن خجلها. وعلى عكس بقية شعوب العالم التي تزف العروس بالفستان الأبيض، ترتدي المرأة الموريتانية في حفلة زفافها ملحفة سوداء عليها شال أبيض، وتغطي كل جسدها، على رغم أنها في قمة زينتها. كما تزخرَف يداها بالحناء، وتتزين بالحلي التقليدية المصنوعة من الذهب والأحجار الكريمة. وللرجل أيضاً نصيب من السواد في ليلة عرسه، فعليه أن يضع على عنقه شالاً أسود يسمى "الحولي" أو "اللثام"، ويرتدي دراعة بيضاء (الزي التقليدي للرجل الموريتاني). أما إخفاء العروس في تلك المناسبة، فهو تقليد اجتماعي قديم جداً يهدف إلى "إظهار حياء الزوجة الجديدة وعدم رغبتها في الرجل". وتصبح العروس التي لا تنجح في هذه الممارسة عرضة للسخرية، لأنّها تعتبر "مسلوبة"، أي "عاشقة للرجل"، ما يتنافى مع "ما يفترض" أن تكون عليه قيم المرأة العربية الصحراوية. ويتم إخفاء العروس عن زوجها بعد عقد القران مباشرة، بهدف إزعاج العريس وأصدقائه طيلة أسبوع العرس في محاولة اختبار حب العريس لعروسه، إذ كلما تعب في البحث كان ذلك دليلاً على أهميتها وحبه لها، وهذه التقاليد تتم في جو من البهجة والفرح، فيما يطبعها العنف في حالات أخرى. ويجمع الباحثون الاجتماعيون في موريتانيا على أن هذه العادة تُضفي جواً من الحيوية والبهجة على العرس، نتيجة التشويق الذي يرافق عملية البحث، إذ حين يعثر العريس على عروسه لا يأخذ بيدها، إنما عليه، هو وأصحابه، الدخول في "معركة" مع الطرف الآخر حتى ينتزعوا منه العروس بالقوة. لكن قد يُستخدم خلال هذا الاشتباك الضرب وتبادل النعوت، ما يجعل سقوط جرحى أمراً غير مستبعد. وتتضمن غالبية عقود الزواج في موريتانيا عبارة "لا سابقة ولا لاحقة"، وهو شرط تفرضه غالبية الموريتانيات على أزوجهن لضمان ألا يتزوج عليهن العريس، وألا تكون على ذمته زوجة أخرى. وهذا الشرط يلغي كل زواج سابق، ويمنع أي زواج لاحق، وإذا حدث غير ذلك، تحصل المرأة بصفة آلية على الطلاق. ويشترط أهل العروس كذلك في عقد الزواج أن يكون هناك "إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" للحفاظ على كرامة ابنتهم.