الرباط - رويترز - أشار الأمين العام للجمعية المغربية لمنتجي الحمضيات ومصدريها أحمد الضراب، ان الأمطار الغزيرة غير المعتادة خفّضت صادرات المغرب من الحمضيات هذه السنة وستخفض انتاج محاصيل في السنوات المقبلة، إذ اتلفت الأحوال الجوّية السيئة عدداً كبيراً من الأشجار. وأضاف: «في بداية الموسم في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، أشارت تقديراتنا إلى تصدير 532 ألف طن خلال السنة الحالية، لكن بعد الفيضانات والأمطار الغزيرة انخفضت الصادرات إلى 460 ألف طن، أي بنسبة 14 في المئة». ويذكر ان الحمضيات هي المحصول التصديري الرئيس في المغرب، وتمثّل نحو 30 في المئة من قيمة الصادرات الزراعية الإجمالية، كما يعتبر المغرب رابع أكبر مصدر لها في منطقة البحر المتوسط، بعد اسبانيا وتركيا ومصر. وقال مسؤولون ان منسوب الأمطار في منطقة الغرب (شمال البلاد) التي تتركز فيها زراعة الحمضيات، بلغ 746 ميليمتراً من أيلول (سبتمبر) إلى آذار (مارس) الماضيين، وهو أعلى منسوب في نحو 40 سنة. ونتيجة لذلك، فقدت المنطقة التي تنتج 30 في المئة من محاصيل الحمضيات في المغرب، 50 ألف طن من الإنتاج. وتابع الضراب ان «منطقة سوس في جنوب البلاد التي تنتج 45 في المئة من المحاصيل الإجمالية خسرت 40 الف طن من الحمضيات بسبب الأمطار والفيضانات». وأضاف أن إيرادات صادراتها ستنخفض بمقدار 340 مليون درهم مغربي (42.19 مليون دولار) في السنة الحالية، من 3 بلايين في السنة الماضية. وقدّر انتاج الحمضيات هذا العام ب 1.2 مليون طن. وقال: «يصمد المحصول 15 يوماً ليصل إلى موائد المستهلكين في أوروبا عادة، لكن مع ارتفاع نسبة المياه فيه خفضت هذه المدة إلى 4 أيام، ما اضطر المزارعين الى بيعه في الداخل، بدلاً من تصديره... يتطلب الأمر خمس سنوات على الأقل قبل أن تبدأ أشجار جديدة في الإثمار، وسيؤدي ذلك إلى تراجع المحاصيل في السنوات المقبلة». ولفت إلى أن الحكومة قدمت دعماً للمزارعين لاستبدال الأشجار التالفة أو توسيع بساتينهم، في إطار جهود لإصلاح القطاع الزراعي. يذكر ان قطاع الزراعة يمثل نحو 17 في المئة من الناتج المغربي، ويوظّف 40 في المئة من اليد العاملة.