استضاف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي السبت الماضي، الفتاة العراقية الأيزيدية نادية مراد التي استطاعت التخلص من أسر تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، وحظيت بمتابعة إعلامية مصرية مكثفة. وأجرت قنوات عدة مقابلات معها للحديث عن جرائم التنظيم ضد الأيزيديين في العراق. وقالت مراد، خلال إستضافتها في برنامج «القاهرة اليوم»، إن «الرئيس السيسي أكد لي أن أفعال تنظيم داعش ليست من الإسلام، وأن الدين الإسلامي لا يقبل أفعالهم أبداً»، مضيفة أن «السيسى قدم لي الحماية ولكل الأيزيديات، وقال لي كلكن مثل بناتي». وطالبت العالم الإسلامي ب«الاتحاد من أجل دحر التنظيم». وروت مراد الأحداث التي واجهتها عندما كانت أسيرة لدى التنظيم، قائلة إن «مقاتلي داعش يؤدون الصلاة، وبعدها يجمعون الفتيات ويغتصبوهنّ، وأول من قام باغتصابي في الموصل من التنظيم يبلغ من العمر 35 عاماً»، مضيفة أن «التنظيم قتل 700 شاب أيزيدي خلال ساعتين، إضافة إلى قتل 45 امرأة كبيرة في السن من بينهن والدتي». وأضافت أن «التنظيم المتطرف لا يمثل الدين الإسلامي»، مؤكدة أنه تم «بيعها» إلى شخصين في الحمدانية بعد اغتصابها من الشخص الأول، وأنه تم «تأجيرها» لسائق، وتمكنت من الهرب منه بعد يومين. والتقت مراد شيخ الأزهر أحمد الطيب الأحد الماضي في القاهرة ضمن الزيارات التي قامت بها في مصر. وأعرب الطيب عن تعاطف الأزهر مع مأساة الفتاة الأيزيدية، موضحاً أن «داعش يخالف بأفعاله الإجرامية الشرائع والأديان السماوية كافة، بالإضافة إلى المواثيق الدولية والأعراف الإنسانية التي تحرم الاعتداء على النفس البشرية، أياً كان معتقدها أو لونها أو جنسها». وأشار إلى أن «ما تم فعله مع الأيزيديات وغيرهن باسم الإسلام هو بعيد من الدين الإسلامي». وأكد أن «الأزهر يواصل نشر الفكر الوسطي للإسلام ومواجهة الانحرافات الفكرية كافة، ومزاعم التنظيم التي يستند إليها لتبرير أعماله الوحشية، من خلال مرصد الأزهر باللغات الأجنبية، وقوافل السلام التي تجوب مختلف دول العالم». من جهتها، أعربت مراد عن تقديرها لدور الأزهر في «إرساء السلام المجتمعي، ومواجهة فكر الجماعات الإرهابية المتطرفة التي ترتكب أعمالها البربرية باسم الدين». وأكدت أن المسلمين والأيزيديين عاشوا في العراق عبر تاريخه الطويل في جو من التسامح والتعايش السلمي، وطالبت دول العالم الإسلامي برفض ما تقوم به الجماعات الإرهابية المسلحة كافة، وضرورة تعاونها للقضاء على الإرهاب بأشكاله كافة. يذكر أن الفتاة الأيزيدية تحدثت أمام مجلس الأمن في 17 كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي، عن المعاناة والانتهاكات الجنسية التي تعرضت لها، عندما كانت مختطفة لدى «داعش»، مع نساء أخريات وأطفال في مدينة الموصل العراقية.