أكد الرئيس التنفيذي لشركة الأحساء للسياحة عبداللطيف العفالق أن جبل القارة معلم طبيعي مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتاريخ الأرض، ويصنف منذ القدم من عجائب الدنيا، وكان يسمى بجبل دلمون. وأوضح العفالق، في بيان صحافي في مناسبة اقتراب تدشين مشروع «أرض الحضارات»، الذي يتوقع أن يتم تدشينه خلال الشهر الجاري، أنه استثمار قامت به شركة الأحساء للسياحة مع «أمانة الأحساء»؛ لتطوير المغارة الرئيسة للجبل وإنشاء منطقة الخدمات المحيطة بها، وجعلها وجهة سياحية إقليمية كمرحلة أولى، ويصنف أرض الحضارات مشروعاً ثقافياً وتاريخياً وسياحياً وتعليمياً وتفاعلياً، وأن الشركة عملت دراسات مكثفة، ووجدت أن هناك جانبين مهمين يحتاجان إلى إبرازٍ، وهما: التاريخي، والثقافي. وأشار إلى أن الأحساء تختزن تراكماً حضارياً وتاريخياً وثقافياً، كغيرها من مناطق المملكة، «لذلك تبنت الشركة دمج تاريخ الإنسان مع استثمار التاريخ الطبيعي الممثل في التكوين الجيولوجي للجبل، الذي نتج منه إخراج منتج مرتبط بهوية الأحساء». ولفت العفالق إلى أن المشروع يمثل استعادة الهوية التاريخية لجزيرة العرب، ويجمع بين التاريخ الطبيعي للأرض ممثلاً في الجبل ومغاراته، وبين تاريخ الكون والإنسان، «ويبرز إنسان هذه الأرض وعلاقته بالحضارة والتطور منذ بدء الخليقة وحتى عصرنا الحاضر». من جهتها، قالت مديرة المركز الإعلامي والعلاقات العامة لمشروع «أرض الحضارات» حوارء البوعينين إن المشروع يشتمل على محطة سياحية ذكية تطبق أفضل التقنيات الحديثة في خدمة السائح، مجموعة من القاعات المجهزة متعددة الاستخدامات (صالة كبار الزوار، قاعة للوثائق والعرض ومتحف مطاعم، مقاهٍ، مسجد، موقف سيارات، مسارح، محال تجارية، دورات مياه). وأوضحت أن مساحة الجبل تبلغ مليوني متر مربع، والمساحة الكلية للمشروع 24.600 متر مربع، وتشمل مساحة الكهف (داخل المغارة) 720 متراً مربعاً، ومجموع المسارات الطولية داخل المشروع 720 متراً طولياً، بمساحة إجمالية تتعدى 7 آلاف متر مربع، وتم كسوتها بحجارة طبيعية مناسبة لطبيعة الجبل. وأضافت: مساحة المغارة الداخلية 720 متراً مربعاً، ومساحة مسرح دلمون 586 متراً مربعاً، يتسع ل200 متفرج، كذلك فإن مساحة مقهى شوزبي 244 متراً مربعاً، ومسجد أشج بن عبدالقيس تم تصميمه وتنفيذه على التراث الأحسائي القديم، ويحوي دوراً أرضياً للرجال بمساحة 130 متراً، ومصلى علوياً للنساء بمساحة 62 متراً. وزادت: «يجمع هذا المشروع بين التاريخ القديم قبل الميلاد واستعراض مرحلة حضارة بني عبدالقيس، وختاماً بالحضارة السعودية (توحيد المملكة وضم الأحساء إليها)، وسيقدم المشروع بين كهوفه وممراته للسائح لمحة عن تاريخ الأحساء منذ قديم الزمان، وسيتيح لهم معرفة أبرز من سكَنَ من الأنبياء والحضارات هذه المنطقة». واستطردت: «يستعيد مشروع أرض الحضارات الجغرافيا القديمة للمنطقة بأنهارها وتضاريسها، ويسترجع تاريخها والحضارات التي نشأت فيها، والتي هاجرت منها، مقدماً للسائح التراكم الحضاري العظيم لهذه الأرض». وختمت بالقول: «المشروع يؤكد أن المملكة العربية السعودية هي مهد الحضارات وأنها ضاربة في عمق التاريخ، لا كما يعتقد بعضهم بأن حضاراتنا مرتبطة بالنفط».