اعلن مدير ديوان رئاسة الجمهورية الجزائرية احمد اويحيى اليوم (الثلثاء) إن رفع اسعار الوقود قد يسهم في الحد من ظاهرة تهريب هذه المادة الى المغرب وتونس الذي يسبب خسارة للبلاد بقيمة ما يقارب بليوني دولار سنويا. واكد اويحيى في مؤتمر صحافي ان "ما يجب ان يعرفه الشعب الجزائري هو ان الدولة تستورد ما يعادل خمسة بلايين دولار من المحروقات بالأسعار العالمية لتبيعه بعشر سعره". واوضح ان الوقود الذي تستورده الدولة الجزائرية من الخارج يهرب الى الدول المجاورة، خاصة تونس والمغرب. وقال "نحن نسقي شمال افريقيا بأكثر من بليوني دولار من المحروقات، ديزل وبنزين وغير ذلك..". وعلى رغم من رفع اسعار الوقود منذ بداية السنة الجديدة الا انه يبقى من ارخص الاسعار في العالم، حسب اوحيى الذي اوضح انه "ثاني ارخص سعر ضمن 13 دولة في منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)". وكانت السلطات الجزائرية رفعت منذ الاول من كانون الثاني (يناير) اسعار الغاز والكهرباء والوقود لمواجهة الازمة التي تسبب فيها انهيار اسعار النفط المصدر الاول لتمويل موازنة الدولة. وكان وزير الطاقة السابق يوسف يوسفي اكد في تصريح صحافي ان 600 الف سيارة في تونس والمغرب تسير بالوقود الجزائري. وقدر كمية الوقود المهربة سنويا الى الدوليتين بأكثر من 1.5 بليون لتر من الوقود. واشارت الصحف استنادا لتقرير لوزارة الطاقة، الى ان 60 في المئة من الوقود المهرب يعبر الى المغرب على رغم ان الحدود مغلقة منذ 1994 و30 في المئة الى تونس. والكمية الباقية يتم تهريبها عبر الحدود الجنوبية نحو مالي بصفة خاصة إذ سبق للجيش ان اكتشف كميات كبيرة من الوقود مخزنة في وسط الصحراء. وتنتشر ظاهرة تهريب الوقود نحو تونس شرقا والمغرب غربا، نظرا للاختلاف الكبير في سعر اللتر الواحد في محطات البنزين. ويبلغ سعر لتر المازوت في الجزائر بعد الزيادة الاخيرة 18.76 دينارا (0,17 يورو) بينما يبلغ السعر في المغرب حاليا حوالى يورو واحد وفي تونس 0,70 يورو.