اشتبك عشرات الأقباط المحتجين مساء أول من أمس مع أفراد الشرطة في إحدى قرى محافظة بني سويف (صعيد مصر) الأمر الذي أدى إلى جرح 5 شرطيين واعتقال العشرات. وكان عشرات الأقباط المحتجين على إشهار صبي لإسلامه تظاهروا أمام مركز شرطة قرية سمسطى في بني سويف (125 كلم جنوبالقاهرة)، وأدى تدخل الشرطة لتفريق المتظاهرين إلى اشتباكات استخدمت فيها العصي ما أسفر عن إصابة ضابطين و3 جنود. وقامت أجهزة الأمن باعتقال العشرات على خلفية التظاهرة. وقال أحد سكان القرية ويدعى رماني جميل «إن أهالي القرية فوجئوا باختفاء صبي يدعى سامي عزيز فهمي (16 سنة) قبل يومين من القرية»، مشيراً إلى أن أعداداً من عائلة الصبي ذهبوا إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن اختفائه، لكنهم فوجئوا بأن فهمي محتجز داخل أحد أقسام الشرطة في القرية وأنه «أشهر إسلامه». وقال ل «الحياة» إن «أقباط القرية احتجوا في شدة على إشهار فهمي إسلامه خصوصاً أنه قاصر ولا يملك الولاية على نفسه». وأضاف «وقعت مصادمات مساء (أول من أمس) بين الأقباط المحتجين وعناصر الشرطة التي رغبت في تفريق المتظاهرين .. لكن الأمور عادت إلى هدوئها الآن في القرية». وقال شاهد عيان ل «الحياة» إن اشتباكات بالعصي وقعت أمس بين متظاهرين أقباط وأفراد الشرطة، وأشار إلى أن «عناصر الشرطة طاردت المتظاهرين في الشوارع» وأن هؤلاء بادلوا أفراد الشرطة «بقذف الزجاجات والحجارة». وأضاف «إن أجهزة الأمن عززت من وجودها في محيط قسم الشرطة تحسباً لتجدد المواجهات»، لافتاً إلى أن «الشرطة ما زالت تحتجز الصبي الذي فجّر المشكلة». ولفتت مصادر أمنية ل «الحياة» إلى أن المواجهات أدت إلى إصابة ضابطين وثلاثة جنود بجروح طفيفة تم نقلهم على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، مشيرة إلى أن «أفراد الشرطة اعتقلوا نحو 30 قبطياً وجهت إليهم اتهامات التجمهر ومواجهة السلطات وتكدير السلم العام والتسبب في نشوب فتنة طائفية». وأكدت أن عناصر الشرطة لم تتدخل لفض التظاهرة إلا بعدما بدأ المحتجون في إلقاء الزجاج الحارق والحجارة على قسم الشرطة، فيما حاول آخرون اقتحام مبنى القسم. ولفتت إلى أن الصبي سامي عزيز لجأ إلى قسم الشرطة قبل يومين للاحتماء بداخله بعدما أشهر إسلامه واستصدر أوراقاً ثبوتية تثبت ذلك. وقالت: «حاول ضباط في القسم شرح الموقف لأهالي الصبي وتهدئتهم لكن تلك المحاولات باءت بالفشل».