القدس المحتلة، واشنطن - أ ف ب، رويترز - أبدى وزير الدفاع الإسرائيلي، زعيم حزب «العمل» ايهود باراك قلقه من الخلاف مع الولاياتالمتحدة بسبب السياسة الاستيطانية، وقال ان اسرائيل لا بد أن تبذل المزيد من الجهود لمحاولة تحقيق السلام مع الفلسطينيين. وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون اكدت عشية الاحتفالات بالذكرى ال 62 لإعلان قيام دولة اسرائيل، ان دعم الولاياتالمتحدة للدولة العبرية «لن يضعف». وقال باراك خلال مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية أجريت يوم الاحتفال السنوي بذكرى الجنود القتلى: «الجفاء الناشئ مع الولاياتالمتحدة ليس في مصلحة اسرائيل»، داعياً الى «مبادرة ديبلوماسية اسرائيلية واسعة» للسلام، بما في ذلك محادثات مع الفلسطينيين في شأن قضايا حيوية. وقال: «تربطنا علاقات قوية بالولاياتالمتحدة ... روابط ... صداقة طويلة المدى ومشاركة استراتيجية. نتلقى منهم ثلاثة بلايين دولار سنوياً ... نحصل منها على أفضل الطائرات في العالم». وأضاف: «لكل هذه الأسباب، علينا أن نتصرف لتغيير الأمور»، مشككاً في أن يتمكن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو قريباً من استعادة العلاقات الودية مع البيت الأبيض كما كانت الحال مع رؤساء وزراء اسرائيل السابقين أثناء فترة حكم الرئيس الأميركي السابق جورج بوش. وكان نتانياهو تحدث أثناء الاحتفال بذكرى الجنود القتلى، بعبارات عامة عن نهج اسرائيل في صنع السلام، وقال: «احدى يدينا ممدودة بالسلام لكل جيراننا الراغبين في السلام، والأخرى تمسك بسيف داود للدفاع عن أبنائنا امام من يريدون موتنا»، في اشارة الى النبي داود. وفي ظل الخلاف بين نتانياهو والرئيس باراك أوباما في شأن السياسة الاستيطانية في الأراضي المحتلة التي يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم عليها، تحدث باراك عن احتمال اعادة تشكيل حكومة اسرائيل حتى يتسنى لها اتخاذ خطوات جريئة نحو مبدأ الأرض في مقابل السلام. ولم يذكر تفاصيل، لكن معلقين سياسيين تحدثوا عن احتمال اشراك حزب «كديما» الذي تتزعمه وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني في الحكومة، للإبقاء على الائتلاف في حال انسحاب الفصائل الموالية للمستوطنين من الحكومة. وقالت مصادر سياسية في اسرائيل ان واشنطن اقترحت 11 خطوة «لبناء الثقة» يعتقد أنها تشمل تجميد بناء المستوطنات في القدسالشرقية، مضيفة أن نتانياهو الذي تعهد عدم وضع قيود على بناء المنازل للإسرائيليين في محيط القدس من غير المرجح أن يوافق على كل الخطوات التي تطلب واشنطن منه اتخاذها. وتابعت أن تنفيذ هذه الخطوات كاملة قد يتسبب في تفكك ائتلافه، كما أن استمرار الخلاف مع أوباما ربما يكون ثمناً يبدي الزعيم الإسرائيلي استعداداً لدفعه في مقابل بقائه في السلطة. وعلى رغم التوتر القائم، طمأنت كلينتون في بيان اول من امس، اسرائيل الى ان «الولاياتالمتحدة ستظل الى جانبكم، تشاطركم مخاطركم، وتساعدكم على حمل اعبائكم، بينما نواجه المستقبل معاً». وأضافت ان ذكرى قيام الدولة العبرية تمثل «فرصة للاحتفال بكل ما حققته اسرائيل، ولإعادة التأكيد على الروابط التي توحد امتينا، الا وهي شراكتنا الاستراتيجية والقيم التي نتشاطرها وتطلعاتنا المشتركة». وتابعت ان ادارة اوباما «تعتقد ان من الممكن، لا بل من الضروري، التوصل الى سلام شامل في الشرق الأوسط يضمن للإسرائيليين والفلسطينيين وكل شعوب المنطقة الأمن والازدهار».