أكد اختصاصيان في مجالي علم النفس والاقتصاد أن تعاطي المخدرات، يسبب الفقر والبطالة في المجتمع، ويزيد من معدلات الجريمة، وأنها تضعف الأداء المعرفي، والمهني، والانتاجي، إضافة إلى تشتيت الأسر. وشدد الاختصاصي النفسي عمار الهذال على أن «المخدرات» لها آثار مترتبة تتمثل بالآثار النفسية والاجتماعية، كونها تستنفد طاقات الفرد والمجتمع وإمكاناتهما، وأصبحت من أعقد المشكلات المعاصرة لدى معظم المجتمعات، خصوصاً أنها تمس حياة المدمن الشخصية والاجتماعية، وتؤدي إلى انتشار الإدمان وإلى زيادة نسبة الجرائم والعنف مثل السطو المسلح، والسرقة، والتشرد. وأشار إلى أن المخدرات لها تأثير في الأداء المعرفي والقدرة الإنتاجية لمؤسسات المجتمع، وتسبب انخفاض الأداء المهني. من جانبه، أوضح الاختصاصي الاقتصادي عمر العبدالمجيد أن تعاطي المخدرات يسهم في زيادة الفقر، والحاجة والضائقة المالية لكثير من الأسر، وسبباً في ترك العمل وزيادة البطالة في المجتمع، وارتفاع معدلات الجرائم. وأضاف: «قد يرتكب المتعاطي السرقة، والتزوير، والقتل بغرض الحصول على المال لشراء المخدرات، وتعمل على انهيار اقتصاد الدول بسبب كثرة التهريب، وهجرة العملة الصعبة من دون عوائد أو فائدة، وبالتالي ينخفض مستوى الدخل وتزداد تكاليف المعيشة ويتردى مستواها بين طبقات المجتمع»، لافتاً إلى أن المخدرات تسهم في اختلال الأمن، ونقص إيرادات الخزينة العامة من الرسوم والضرائب. ودعا الهذال والعبدالمجيد إلى سن استراتيجيات من الأسرة في وقاية الأبناء من المخدرات، منها التعامل معهم بشكل ألطف، والابتعاد عن إحباطهم والتلقائية في الحديث معهم عن مشكلة المخدرات، من خلال توافر عناصر المصارحة، والحوار المفتوح، والحرص على معرفة صداقات الابن واختيار أصدقاء أكفاء، والإنصات للأبناء وتركيز الجهود في محاورتهم لكسب احترامهم وتقديرهم، وتشجيعهم على اتخاذ القرار وتنمية ثقتهم بقدراتهم سواء النفسية أم الاجتماعية في مواجهة المشكلات التي تعترضهم، والتركيز على إبراز الجوانب الإبداعية والإنجازات والنجاح، وتعليم الأبناء شغل أوقات فراغهم بما ينفعه كممارسة الرياضة، والقراءة، والمهن الحرفية، والهوايات المفيدة، كون الأب أو الأم قدوة حسنة للأبناء حتى يتبع منهجهم في الحياة، وتنمية ذكاء الابن وصقل مواهبه لاكتشاف قدرات كامنة بداخله، والمشاركة الجماعية مع زملائه، لتنمية مهاراته على مهارات الحياة المختلفة، وعدم إحباطهم لمجرد سلوك خاطئ، وتدريبهم على مواجهة ضغوط الحياة، والالتزام بالتعليمات والأنظمة، والابتعاد عن استخدام عقاقير طبية من دون إشراف طبي، والحذر من ممارسة عادة التدخين أمام الأبناء، والمحبة، والمرونة، والوعظ والتذمر، والتقبيل والاحتضان، والاعتراف، وتجنب الكذب والنفاق. يذكر أن المملكة تستضيف في ال27 من الشهر الجاري الندوة الأولى الإقليمية لمكافحة المخدرات، وتبادل المعلومات، التي تنظمها الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، تحت رعاية النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز، لمدة ثلاثة أيام بمشاركة 20 دولة عربية وعالمية. وتستعرض المملكة جهودها في مكافحة المخدرات عبر الحدود والمنافذ المختلفة طوال السنوات الماضية، وتعاونها مع العديد من الدول في مجال تبادل المعلومات للحد من هذه الظاهرة الفتاكة التي تغزو المجتمعات وتهدم طاقات الشباب وتقضي على كيان الآمة، خصوصاً أنها تعتبر من المسببات الرئيسية في انتشار الجريمة بمختلف أنواعها، ويعتبر ضررها على أفراد هذه المجتمعات بالغاً، وتسهم في تشتيت الأسر، وتدمير استقرارها وأمنها الاجتماعي.