تحتضن مختلف المناطق الجزائرية منذ مطلع نيسان (أبريل) الجاري وحتى الثالث من أيار (مايو) المقبل، صالونات الإعلام والاتصال التي أرادتها وزارة الإعلام الجزائرية جزءاً من برنامج الاحتفالات باليوم العالمي لحرية التعبير. وتهدف هذه المبادرة إلى تقريب وسائل الإعلام الجزائرية من المواطنين، حتى يحتكوا بها ويطلعوا على طريقة عملها والوسائل التكنولوجية الحديثة التي تستخدمها. وقبل أيام، استضاف «قصر المعارض» في الجزائر العاصمة حوالى 107 مشاركين من بينهم 53 متخصصاً في الإعلام الآلي و15 في مجال الاتصال. ويتوقع أن يشهد الصالون الذي يعرض أحدث التكنولوجيات في مجال الإعلام الآلي والاتصال حوالى 100 ألف زائر، سيتدفقون عليه حتى ال21 نيسان الجاري. وأفادت «سافكس»، المؤسسة المنظمة للحدث، بأنها خصصت مساحة 6000 متر مربع حتى تتسع لكل الأجنحة، كما أنشئت مساحات للبيع بأسعار مخفضة. وفتح الصالون أبوابه في وقت تتداول ولايات جزائرية احتضان صالونات مناطقية متخصصة في الإعلام وحده. وانطقت هذه «التظاهرة» الإعلامية من مدينة قسنطينة، عاصمة الشرق الجزائري، بمشاركة ثلاثين عارضاً من مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة، بالإضافة إلى وكالات الإعلان والأنباء والتصوير. وكانت مناسبة للالتقاء بأهل المهنة، ولتعرف الجمهور الذي كانت غالبيته من الطلاب (نظراً إلى وجود جامعتين في المدينة) على كيفية عمل الجرائد والإذاعات ومحطات التلفزيون، خصوصاً أن الإذاعة الوطنية بثت برامجها مباشرة من الصالون، إلى جانب تنظيم التلفزيون الجزائري «كاستينغ» لاختيار وجوه تلفزيونية جديدة. وكان شغف الجمهور كبيراً أيضاً بالتعرف الى أرشيف بعض الصحف الجزائرية، والذي يعود إلى الحقبة الاستعمارية مثل «لا ديبيش دو كونستنتين» التي أصبحت تعرف بعد تعريبها بجريدة «النصر»، أو تلك التي كانت سباقة بالصدور باللغة العربية مثل جريدة «الشعب». كما كان الصالون مناسبة لاحتكاك الجمهور مع الصحافيين وأبناء المهنة، والخوض في نقاشات حول «حرية الصحافة» ومعدلات الطبع والبيع وحول كيفية عمل الجريدة واختيار موضوعات الصفحات الأولى وعلاقتها بالإنترنت ومقارنتها بما حدث في دول أوروبا الغربية. كما كان لمسألة تعامل الإعلام مع الأزمة الجزائرية - المصرية (التي اندلعت قبل أشهر وبلغت ذروتها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، بسبب مباراة جمعت منتخبي البلدين الشقيقين ضمن التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم) حصة في تلك النقاشات التي عبّر فيها الطلبة عن حاجتهم إلى قطاع مرئي ومسموع مفتوح وخاص يسمح بتقديم صورة أفضل وأوضح وأقوى عن الجزائر... والجزائريين. وبعد قسنطينة ينتقل الصالون إلى كل من ولاية بشار، جنوب غربي الجزائر، ثم ولاية ورقلة في الجنوب الشرقي، قبل أن يحط الرحال في الجزائر العاصمة في الثالث من شهر ايار المقبل، وسط توقع مشاركة قياسية كماً ونوعاً للعارضين من مختلف وسائل الإعلام. وقد أوحت فكرة تنقل الصالون لعدد من الجرائد الوطنية بتنظيم قافلة إعلامية تزور المناطق الرئيسة في الجنوبالجزائري، مروراً بالمنطقة السياحية الخلابة «تيميمون» أقصى الجنوب.