أصيبت حركة النقل الجوي في أنحاء أغلب أجزاء أوروبا بالشلل لليوم الرابع اليوم (الأحد)، بسبب سحابة ضخمة من الرماد البركاني لكن رحلات جوية تجريبية قامت بها هولندا والمانيا من دون أن تحدث خسائر ظاهرة أوجدت أملا فيما يبدو. وقالت الخطوط الجوية الهولندية (كيه.ال.ام) أن رحلة تجريبية قامت بها أمس (السبت) كشفت عن عدم حدوث تلفيات للمحرك أو مشكلات أخرى من الرماد البركاني وأنها ستقوم بتسع رحلات تجريبية أخرى. كما أعلنت شركة لوفتهانزا الألمانية، أن رحلاتها التجريبية لم تكشف عن وجود مشكلات في حين أن شركات ايطالية وفرنسية، أعلنت أنها ستقوم بتسيير رحلات دون ركاب اليوم لتقييم الظروف. وأعلنت هيئة الطيران المدني في ايطاليا أنها سمحت بالقيام برحلة تجريبية لتقييم الخطر الذي يمثله الرماد البركاني على الطائرات. وحظرت هيئة الطيران المدني الرحلات الجوية في أجواء شمال ايطاليا أمس على الأقل حتى الساعة 6 بتوقيت جرينتش غداً (الاثنين) لكنها قالت أنها لا تتوقع تمديد هذا الحظر لمناطق أخرى من البلاد. كما تعتزم الخطوط الجوية الفرنسية (آير فرانس) القيام برحلة تجريبية فوق جنوب غرب فرنسا بعد ظهر اليوم لتقييم حالة الغلاف الجوي. وقال متحدث باسم هيئة الطيران المدني ل"رويترز": "ستكون هناك رحلة بعد ظهر اليوم في جنوب غرب البلاد، بعدها يمكن أن تكون هناك رحلات تجريبية أخرى". وبالنسبة للوقت الراهن يجري الالتزام بشكل صارم بقيود فرضت على الرحلات الجوية في أغلب مناطق أوروبا، مما يمثل مشكلة متفاقمة للشركات بما في ذلك شركات الطيران التي يقدر أنها تخسر نحو 200 مليون دولار يومياً إلى جانب تقطع السبل بآلاف المسافرين في أنحاء العالم. وأغلق الكثير من الدول مجالاتها الجوية حتى وقت متأخر من اليوم أو غد مما جعل عشرات آلاف الركاب تتقطع بهم السبل في أنحاء العالم. وقال خبراء في الأرصاد الجوية أن الحالة الحالية للرياح تعني أن من غير المرجح أن تنتقل السحابة لمكان أبعد حتى وقت لاحق من الأسبوع. وأضافوا أن سحابة الرماد التي تتحرك في الغلاف الجوي العلوي قادمة من آيسلندا ربما تصبح أكثر تركيزا في يومي الثلثاء والأربعاء. وقالت متحدثة باسم (كيه.ال.ام) وهي جزء من (ايرفرانس-كيه.ال.ام) في إشارة إلى الرحلة التجريبية "لم نجد أي شيء غير معتاد أو اضطرابات مما يشير إلى أن الغلاف الجوي نظيف وآمن للطيران". كما قالت (اير برلين) الألمانية أنها قامت أيضا برحلات تجريبية وعبرت عن غضبها من إغلاق المجال الجوي الأوروبي. وقال الرئيس التنفيذي يواشيم هونولد "نحن مذهولون لان نتائج الرحلات التجريبية التي أجرتها "لوفتهانزا" و"آير برلين" لم يكن لها أي أثر على صنع القرار لدى سلطات سلامة الطيران". وهذا أسوأ حالة ارتباك يشهدها النقل الجوي منذ هجمات 11 أيلول (سبتمبر) عام 2001 عندما أغلق المجال الجوي الأميركي لمدة ثلاثة أيام واضطرت شركات الطيران الأوروبية لوقف كل الخدمات إلى الولاياتالمتحدة. وتسببت هذه السحابة في جعل عدد من زعماء العالم يعدلون خططهم في السفر. فألغى الرئيس الأميركي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وآخرون الرحلات إلى بولندا لحضور جنازة الرئيس البولندي ليخ كاتشينسكي اليوم والذي قتل في حادث تحطم طائرة في روسيا قبل أسبوع. وقالت هيئة أكيو ويذر للأرصاد الجوية ومقرها الولاياتالمتحدة أن الرماد موجود في منطقة تتسم بضعف تدفق الرياح ومن غير المرجح أن ينتقل لمكان أبعد غداً. وأضافت:"أكيو ويذر من المتوقع أن تصبح السحابة أكثر تركيزاً يومي الثلثاء والأربعاء، مما يمثل خطراًًً أكبر على السفر الجوي. لكن من المتوقع أيضا أن يتقلص نطاقها مما سيؤثر على مساحة أقل". وكانت بريطانيا والمانيا وهولندا من الدول التي أعلنت إغلاق مجالاتها الجوية طوال السبت، والى وقت متأخر من اليوم. وتغلق فرنسا آخر مطاراتها بدءا من الساعة 1200 بتوقيت جرينتش حتى صباح غد على الأقل. وقال مسؤولون في قطاع الطيران ببريطانيا آن المجال الجوي للبلاد سيظل مغلقا أمام الرحلات الجوية حتى الساعة 2400 بتوقيت جرينتش على الأقل اليوم. وقالت وكالة خدمات حركة الطيران الجوي القومية (ناتس) أنها ستواصل مراجعة معلومات الطقس وستصدر تحديثا للمعلومات نحو الساعة 1400 بتوقيت جرينتش. وأبقى خبراء الاقتصاد على توقعاتهم لنمو الاقتصاد الأوروبي على أمل عودة الأوضاع إلى طبيعتها هذا الأسبوع. لكن بالنسبة لأسوأ التصورات الذي من الممكن أن يظل فيه المجال الجوي الأوروبي مغلقاً لشهور، قدر أحد الاقتصاديين أن الخسارة في إيرادات السفر والسياحة وحدهما ربما تؤدي إلى تقليص النمو الاقتصادي في المنطقة بواقع نقطة أو نقطتين مئويتين تبعاً للفترة التي يظل فيها المجال الجوي مغلقاً. وكان من المتوقع أن يحقق الاقتصاد الأوروبي نمواً 1- 1.5 في المئة في 2010. وألغت الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش ايروايز) التي واجهت إضرابات في الشهر الماضي كلفتها خسائر بلغت نحو 70 مليون دولار. كما ألغت شركة (ريان اير) الايرلندية أكبر شركة طيران في أوروبا منخفضة التكاليف كل رحلاتها من دول شمال أوروبا واليها حتى الساعة 1200 بتوقيت جرينتش غداً. وكان البركان قد بدأ ثورته يوم الأربعاء الماضي للمرة الثانية خلال شهر من تحت نهر ايجافجالاجوكول الجليدي مما أدى إلى تصاعد عمود من الرماد لارتفاع بين 6 و11 كيلومترا في الغلاف الجوي