كشف عضو هيئة التدريس في قسم علوم الأحياء في جامعة الملك عبدالعزيز البروفيسور فهد الفاسي دراسة توضح تلوث بحيرة النورس الواقعة في الجزء الأوسط للكورنيش الشمالي في جدة بنسبة عالية، موضحاً أن الدراسة التي أجريت خلال فترة امتدت من ربيع 2008 إلى شتاء 2009، قسمت المنطقة إلى أربعة مواقع «A،B،C،D». وأوضح الدكتور الفاسي أن نتائج البحث أرجعت حركة المياه البسيطة في المنطقة إلى ضحالتها ووجود الحيد البحري المحيط بالبحيرة شبه المغلقة، مشددة على أهمية إيقاف صب المياه الجوفية المختلطة بمياه الصرف الصحي فيها، أو صبها خارج البحيرة في البحر المفتوح كحل موقت عبر أنابيب تبعد عن الشاطئ نحو 300 متر ليعود النظام البيئي في المكان إلى وضعه الطبيعي. وعزا الفاسي اختيار الدراسة، التي تقدم بها طالب ماجستير، منطقة النورس مسرحاً لأبحاثها إلى احتوائها على مصدر للمياه الجوفية المختلطة بمياه الصرف الصحي، وحدوث تلون لماء البحر، لافتاً إلى أن البحث صنف 72 نوعاً من «Diatoms» من أصل 26 جنساً، وحددت نوعين من «الدياتومات» المقاومة للتلوث وهما «Nitzschia closterium, Navicula salinarum» ونوعاً واحداً من الأنواع المسببة لظاهرة الازدهار الضار وهي «Amphora coffeaeformis». وأوضح الدكتور الفاسي أن الدراسات الأولية في البيئة البحرية تشكل القاعدة الأساسية لتفسير الظواهر المختلفة التي تقع في البحار، موضحاً أنها المصدر الرئيس للمعلومات حول الخصائص الفيزيائية والكيماوية لمياه المنطقة المدروسة وتحديد الكتلة الحيوية ومعرفة أنواع الأحياء والكائنات البحرية، ومن أبرزها الهائمات النباتية. وأسف للنقص الشديد في الدراسات المنجزة حول البيئة في البحر الأحمر، «لذا نجد أن المعلومات عن مجتمع الهائمات النباتية وتواجدها في البحر الأحمر تكاد تكون نادرة». وذكر أن هناك الكثير من الدراسات التي تناولت بيئة البحر الأحمر منذ عام 1978م، إلى الوقت الحاضر بيد أنها لا تواكب أهمية واتساع البحر، لافتاً إلى أن دراسة «Al-Harbi et al. 1998» التي أجريت في المياه الساحلية لمدينة جدة وتضمنت الكورنيش الجنوبي والكورنيش الأوسط وأبحر سجلت وجود 33 نوعاً من «Diatoms» و64 نوعاً من «Dinoflagellates» ونوعين من الطحالب الخضراء المزرقة ونوع واحد من السوطيات السيلكية. وذكر أن دراسة «MEPA 1987» التي أعدتها الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن بيئة البحر الأحمر ذكرت أن درجة حرارة المياه السطحية تزداد ارتفاعاً كلما اتجهنا من الشمال إلى الجنوب في البحر الأحمر فهي تقع بين المدى «21 درجة مئوية» شتاءً و«26 درجة مئوية» صيفاً في شمال البحر الأحمر و«28 درجة مئوية» شتاءً و«32 درجة مئوية» صيفاً في جنوبه، أما درجة الملوحة للمياه السطحية فقد سجلتها هذه الدراسة بين 37 في المئة في جنوب البحر الأحمر وتزداد ارتفاعاً كلما اتجهنا شمالاً حيث تصل إلى 42 في المئة، وتعتبر هذه الدرجات مرتفعة جداً إذا ما قورنت ببقية البحار في العالم. وكانت منطقة بحيرة النورس شهدت العام الماضي غرق الفتاة فاطمة الصعب، واستنفدت الأجهزة المختصة مدة تزيد على أسبوعين للعثور عليها بين الصخور، وأرجع الاختصاصيون آنذاك صعوبة العثور على الغريقة إلى ضحالة المياه، بفعل ما يضخ من مياه صرف فيها.