أكدت الأديبة الدكتورة كلثم الكواري عدم الجدوى من الفصل في العمل الثقافي بين المرأة والرجل، «فليس لأحدهما أن يشكل خطراً على الآخر ولكل منهما دور ولكنه في النهاية دور تكاملي وليس تنافسياً ولا يمكن أن يتواجد الصراع في هذه المسألة، والواقع يخبرنا أن كثيراً من حالات النجاح للنساء كان خلفها رجل!»، مشيرة إلى أن المرأة ليست كائناً منعزلاً «فهي تعيش في بيئة عائلية فهناك الزوج أو الأخ أو الأب الذي يدعم ويشجع على السير قدماً في الطريق الثقافي». وقالت ل «الحياة» خلال تكريمها في مهرجان الجنادرية، ضمن الشخصيات الثقافية المهمة في منطقة الخليج: «إن النساء الخليجيات قادمات بقوة، وفي مجالات عدة»، مستدركة أن بعض النساء «هن من يضعن أمام أنفسهن العراقيل من حيث التذرع بالعادات والتقاليد، التي تحد من طموحهن، وهذا ما يتنافى مع طبيعة الحياة ومستلزمات التنمية الشاملة في المنطقة والتي تقتضي مشاركة المرأة في جميع المجالات». وأشارت إلى أن من يرى في وصول المرأة الخليجية إلى بعض المناصب العليا ليس سوى عمليات تجميل «فهو من المتشائمين الذين يحملون نظرة قاصرة»، مؤكدة أن المرأة «وصلت إلى درجة من الوعي لا ترضى معها أن تكون مجرد أداة للتجميل، لأنها حققت ما تريد بطموحها وإصرارها، ومن يتقول في هذا المجال فهو لا يغير من الأمر شيئاً، فالخليجيات وصلن وسيصلن إلى مراكز متقدمة في مجالات العمل الرسمي والأهلي بفضل جهودهن الذاتية أولاً، وهن من يتولين الآن مواقع صنع القرار في العمل الاجتماعي ومؤسسات المجتمع المدني». وأوضحت الكواري أن المرأة العربية المثقفة «وجدت لها موقعاً في خريطة الثقافة العربية المعاصرة منذ وقت باكر، والمثقفات العربيات لهن حضور لافت منذ منتصف القرن الماضي ووصلن إلى مواقع صنع القرار الثقافي، ولم يعد الأمر لهن مجرد أمنيات، وإن كان هناك تباين في هذا الأمر ولكن هذا لا يعني عدم قدرة المرأة على إثبات وجودها في المؤسسات الثقافية والأدبية والإعلامية، وهي صاحبة قرار من خلال المؤسسات الرسمية التي تتولى قيادتها». وعن مدى فاعلية المهرجانات التراثية في إثراء الثقافة، قالت: «إن التراث جزء من الثقافة وهو جزء مهم من مكوناتها ومصادرها، فلا توجد ثقافة دون مخزون تراثي تستمد منه شرعيتها في التفاعل مع الحاضر، وعلاقة التراث بالثقافة وثيقة ومتواترة عبر الأجيال لدرجة لا يمكن الفصل بينهما وإن تعددت أساليب وأدوات التعبير في الحالتين». وترى الكواري ان العولمة «لا يمكن أن تؤثر في التراث، وان حدث فهو تأثير محدود، وان توفر للتراث ظروف الاحياء والتطوير فهو من سيؤثر في العولمة ويمدها بفيض من عوامل التفاعل مع الواقع والحياة، وثمة ملامح من تراث الدول المتقدمة بنت عليها العولمة بعض المفاهيم والقيم التي تم استغلالها للسيطرة على بعض الثقافات الهزيلة»، لافتة إلى أن التراث العربي الأصيل «أقوى من أن تؤثر فيه العولمة سلباً، لذا كان من الأهمية ضرورة الاهتمام بالتراث وتطويره ليواكب روح العصر وتخليصه من الشوائب، التي تعلق به أو تحاول تشويهه». يذكر أن الأديبة والقاصة القطرية الدكتورة كلثم الكواري، تم تكريمها في المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورتها الأخيرة، إلى جانب عدد من الشخصيات الثقافية المهمة في منطقة الخليج. والكواري أستاذ مساعد في قسم العلوم الاجتماعية في جامعة قطر، وتكتب مقالاً أسبوعياً بعنوان «فيض الخاطر» في صحيفة الراية القطرية، ولديها عدد من المجاميع القصصية مثل: «أنثى وغابة الصمت والتردد، إيقاعات للزمن الآتي، وجع امرأة عربية»، إضافة إلى كتاب «أوراق ثقافية» وهو عبارة عن مجموعة من المقالات.