أكد باحث متخصص في الآثار الاسلامية أن «الشاذروان» وجد لحماية الكعبة المشرفة من أي سيل قد يصيب أركانها الشريفة، ويحوي أيضاً إرثاً من رخامات أثرية صفراء، تعد نفيسة ونادرة الوجود. يأتي ذلك في سياق بدء الرئاسة العامة لشؤون الحرمين في ترميم وتغيير رخام «الشاذروان»، بعد صدور توجيهات من المقام السامي بتغييره، بعد أن ظهر عليه الصدى ولم يعد بالإمكان تنظيفه. وقال الباحث في الشؤون المكية سمير برقة ل«الحياة»: «إن الحكمة من وجود «الشاذروان» أسفل الكعبة تعود أولاً ليكون لبناية بيت الله الحرام لكيفيته الخاصة التي تميزه عن بقية بناء بيوت الناس، وثانياً أن وجوده أسفل الكعبة يمنع التصاق الطائفين بالبيت الحرام وقت الازدحام، ما يؤدي إلى تمزيق كسوته، فوجوده من باب الأدب اللائق بالطائفين». وأضاف: «إضافة إلى ذلك هناك من يرى أنه لصد السيول عن الكعبة المشرفة»، و«الشاذروان» الذي أمر بترميمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يعود إلى بناء السلطان مراد الرابع، عندما أمر ببناء الكعبة عام 1040ه، وهو «الشاذروان» الحجارة المائلة الملتصقة بأسفل الكعبة، وتحيط بها من الجوانب الثلاثة. وأشار إلى أن الجانب المقابل لحِجر إسماعيل علية السلام ليس فيه «شاذروان»، ولكنها عتبة صخرية بارتفاع 11 سنتيمتراً وعرض 40 سنتيمتراً، ويقف عليها الطائفون وأكفهم إلى الكعبة المشرفة، تضرعاً بالدعاء. وبيّن برقة في حديثه إلى «الحياة» أن «الشاذروان» قد يعود لعمل خزاعة، حينما كان أمر الكعبة إليها، وإن كان بناؤه مؤكداً في بناء ابن الزبي، وبني بعضه عام 542، وأيضاً عام 636، وعام 670ه، وفي عام 1098 أصلحه أحمد باشا. واستطرد: حجر «الشاذروان» متفاوت الحجم، ومن الرخام الأبيض القوي الصلب، وعدد أحجاره 71 حجراً منها 8 من ناحية باب الكعبة. وأفاد برقة بوجود 8 رخامات صفراء نفيسة جداً، نادرة الشكل والمثال، لونها لا يضرب إلى الصفرة الخالصة، وإنما هو أصفر مائل إلى الحمرة قليلاً، تتخللها نقوش بديعة جداً لونها أصفر فاقع، وهذه الرخامات متفاوتة الحجم، أكبرها طولاً 33 سنتمتراً وعرضها 21 سنتيمتراً، وكلها مرصوصة على هيئة مربع طوله 74 سنتيمتراً، وأعيدت في مكانها اهتماماً بالآثار المتعلقة بالكعبة المشرفة وعدم تغيير ما تعارف عليه الناس حول الكعبة المعظمة. وقامت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين، بناء على توجيهات خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتغيير الإزرة المحيطة (الشاذروان) بأسفل جدار الكعبة المشرفة من مستوى الطواف، الذي كان آخر تجديد له عام 1417، بتوجيه من الملك فهد رحمه الله أثناء الترميم الثاني والكبير للكعبة المشرفة، بعد 377 عاماً من بناء السلطان مراد الرابع لها البناء الأخير. وتم تجديد رخام «الشاذروان» القديم برخام جديد يحاكي ألوان ونوعية القديم، مع المحافظة على الرخامات القديمة الموجودة تحت ناحية باب الكعبة، وهي رخامات نفيسة لا تزال تحافظ على جودتها ومتانتها. وكانت «الرئاسة» رفعت إلى المقام السامي بضرورة تغيير رخام «الشاذروان» وحِجر إسماعيل بعد ظهور الصدى وصعوبة تنظيفه، وكانت أول صيانة له في العهد السعودي عام 1346، إذ أمر الملك المؤسس عبدالعزيز، رحمه الله، بإصلاح للمسجد الحرام، شمل الترميم والطلاء، كما أصلح مظلة مقام إبراهيم، وقبة زمزم و«شاذروان» الكعبة المعظمة.